في أواخر ١٧٥٧ حاول بعضهم التوفيق بين فولتير وجماعة يسوع (٤٧). وفي فرني (في ١٧٥٨ وما بعدها) احتفظ فولتير بعلاقات ودية مع اليسوعيين المحليين واستمتع نفر منهم بكرم وفادته. وكان في نفس الوقت قد هاجم الكنيسة في مائة صحيفة في كتابه "رسالة في العادات والأعراف". كما كان يكتب مقالاً ضد المسيحية للقاموس الفلسفي. وعندما سمع بنبأ مهاجمة رئيس الوزراء كارفالو لليسوعيين في البرتغال (١٧٥٧) وإحراق مالاجريدا اليسوعي (١٧٦٤) شجب اتهامات كارفالو بأنها غير عادلة وإعدامه بأنه قسوة غاشمة (٤٨). ولكنه طوال تلك السنوات كان هو نفسه في حرب مع كنيسة، وكانت كتابات "إخوته" ديدرو ودالميير وموريليه تسهم في إضعاف اليسوعيين في فرنسا.
وربما أسهمت المحافل الماسونية، المخصصة بصفة عامة لمذهب اليبوبية في عملية تقويض أركان اليسوعيين وإضعافهم. ولكن أقوى التأثيرات في المأساة كانت شخصية متعلقة بصراعات طبقية. ولم تستطع مدام دي بمبادور أن تنسى أن اليسوعيين قاموا كل خطوة في سبيل تسنمها مراقي العظمة السلطان، وأنكروا الغفران للملك مادام يحتفظ بها، ورفضوا أن ينظروا بعين الجد إلى عودتهما المفاجئة إلى التقوى والتمسك بأهداب الدين. وأعلن الكاردينال برنيس وكان لأمد طويل ذا حظوة لدى المركيزة، أن قمع حركة اليسوعيين في فرنسا يرجع أساساً إلى امتناع كهنة الاعتراف اليسوعيين عن منح الغفران لمدام دي بمبادور على الرغم من توكيداتها بأن علاقاتها بلويس الخامس عشر لم تعد جسدية (٤٩). وردد الملك صدى استيائها: لماذا كان هؤلاء الكهنة متساهلين مع الآخرين، قساة متشددين مع المرأة التي أضاءت جوانب حياته المرهقة الموحشة؟ لماذا كانت تزداد ثروتهم المشتركة على حين كان هو يكافح من أجل الحصول على الاعتمادات اللازمة لجيشه وبحريته في حرب مشئومة تنذر بكارثة، ومن أجل ملابس عشيقته وأجور تدريبها وإعدادها في "منتدى