للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الظباء". وكان داميين قد حاولوا قتل الملك، ولم يكن لليسوعيين علاقة ظاهرة بهذه المحلولة ولكن كان لداميين كاهن اعتراف يسوعي. ألم يدافع أحد اليسوعيين المتوفين عن فكرة قتل الملك؟ وبدأ الملك يصغي إلى شوازيل وإلى بعض شبه أنصار فولتير في وزارته، ممن قالوا بأن الوقت قد حان لتخليص الدولة من ربقة وصاية الكنيسة، وإقامة نظام اجتماعي أخلاقي مستقل عن رجل الدين النزاعيين إلى تعويق انتشار المعرفة، وعن لا هوت العصور الوسطى. وإذا كانت دولة البرتغال الصغيرة الغارقة في الخرافة قد تجاسرت على طرد اليسوعيين فلم لا تقدم فرنسا المستنيرة على مثل هذا؟

وتأثر اليسوعيين بهذه العداوات المختلفة وأشتد الارتياب في أنهم ربطوا بلين فرنسا والنمسا في حرب السنين السبع، ومن ثم فأنهم تعرضوا لكراهية مفاجئة بشكل غريب. وبعد هزيمة الفرنسيين على يد فردريك في روسباخ، وبعد أن وصلت أقدار فرنسا إلى الحضيض وأصبح منظر الجنود المقعدين المشلولين مألوفاً في باريس، بات اليسوعيين هدفاً للنكات والشائعات والافتراءات المشوهة للسمعة حتى إلى حد الاتهام باللواط (٥٠). واتهموا بالانهماك في متاع الدنيا وبالهرطقة وبجمع الثروة وبأنهم عملاء لدولة أجنبية. وأنتقد كثير من رجال الدين غير المنتسبين إلى طوائف لاهوتهم بأنه متحرر مما ينبغي، وإفتاءهم في قضايا الضمير والسلوك والأخلاق بأنه مفسدة للأخلاق، وسياستهم بأنها تقوم على ارتماء فرنسا في أحضان روما. وفي ١٧٥٩ كتب دالمبير إلى فولتير "إن الأخ برتييه والمتواطئين معه لا يجرؤن على الظهور في الشوارع في هذه الأيام خشية أن يلقى الشعب بالبرتقال البرتغالي على رؤوسهم" (٥١).

وكان برلمان باريس أعظم القوى التي انقلبت على اليسوعيين عداء، وكانت هذه الجماعة تتألف من محامين وقضاة يتدثرون في أردية كثيبة رهيبة مثل الملابس الكهنوتية، وينتمون إلى طبقة "نبلاء الرداء".