للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرسل فرنسا سفناً محملة بالبضائع التي تقدر قيمتها بمليوني فرنك (٥ ملايين من الدولارات)، ولكن البوارج الإنجليزية استولت عليها سنة ١٧٥٥ في مقدمات حرب السنين السبع. وأملاً في تعويض هذه الخسائر اقترض فالت مبالغ أكبر، ولكنه أخفق وأعلن إفلاسه، وهو مدين بمبلغ ٢. ٤٠٠. ٠٠٠ فرنك. وطالب الدائنون بالدفع، وطلبوا إلى جماعة اليسوعيين الاعتراف بمسئوليتها عن ديون لا فالت. ورفض زعماء اليسوعيين زاعمين أنه تصرف بصفة فردية، لا باسم الطائفة، وأقام أصحاب المصارف دعوى على الجماعة فنصحهم الأب فري Fery الخبير السياسي لها في فرنسا بعرض الأمر على البرلمان. وتم هذا في مارس ١٧٦١، وتعلق مصير الطائفة بأيدي أقوى أعدائها. وفي الوقت نفسه أرسل أحد اليسوعيين رسالة سرية إلى الملك يوصي فيها بطرد شوازيل من الوزارة بوصفه عدواً للجماعة والدين، ودافع شوازيل عن نفسه بنجاح.

وانتهز البرلمان الفرصة ليقوم بفحص دستور الجماعة وقوانينها ومستنداتها التي تكشف عن تنظيم الجماعة وأنشطتها. وفي ٨ مايو أصدر حكماً في مصلحة الشاكين، وأمر الجاعة بتسوية كل ديون لا فالت. فشرع اليسوعيين في عمل بعض التسويات مع الدائنين الأصليين (٥٥). ولكن في ٨ يوليو قدم الراهب Terray إلى البرلمان تقريراً عن "المذهب الخلقي والعملي لجماعة اليسوعيين". وعلى أساس هذا التقرير أصدر البرلمان في ٦ أغسطس قرارين قضى أحدهما بإحراق عدد كبير من مطبوعات اليسوعيين في القرنين السابقين لأنها تعلم مبادئ "بغيضة تدعو إلى سفك الدماء" وتهدد أمن المواطنين والملوك، كما حرم الانضمام إلى عضوية الجماعة بعد الآن في فرنسا. كما قضى بأنه حتى أول إبريل ١٧٦٢، يجب إغلاق كل مدارس اليسوعيين، اللهم إلا تلك التي تحصل على ترخيص من البرلمان باستمرار الدارسة فيها. أما القرار الثاني فأباح تقديم الشكاوى ضد سوء استخدام السلطة في الجماعة أو بواسطتها. وفي ٢٩ أغسطس أوقف الملك تنفيذ هذين القرارين، ووافق