للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأمراء ومقاولي الحرب والعشيقات الملكات، واحتج على غزو فردريك لسيليزيا، وربما كان يعيه في ذاكرته حين شرح في مقال غاضب عن "الحرب" في القاموس الفلسفي يرتضي كيف الضمير الملكي العدوان: "إن أحد علماء الأنساب يثبت لأحد الأمراء أنه ينحدر مباشرة من سلالة كونت عقد أبواه ميثاقاً عائلياً منذ ثلاثة أو أربعة قرون مع بيت لم تبق منه حتى الذكرى، وكان لهذا البيت بعض الحقوق المزعومة في الإقليم … إن الأمير ومجلسه يلمسون حقه على الفور. وهذا الإقليم الذي يبعد عنه لا بعدة مئات من الفراسخ، يحتج عبثاً بأنه لا يعرفه (أي الأمير) وأنه لا يرغب في أن يكون تحت حكمه وأنه لكي يسن القوانين لشعب هذا الإقليم يجب على الأقل الحصول علة موافقتهم ورضاهم. إن الأمير يحشد على الفور عدداً كبيراً من الرجال الذين لن يخسروا شيئاً، ويزودهم بالملابس الزرقاء الخشنة … ويأمرهم بالالتفاف يمنة ويسرة ويتقدم إلى ساحة المجد".

وعلى الرغم من ذلك نصح فولتاير كاترين الثانية بامتشاق الحسام لطرد الأتراك من أوربا، وكتب مرثية وطنية للضباط الذين ماتوا من أجل فرنسا في ١٧٤١، وبارك انتصار الجيش الفرنسي في فونتنوي.

ونبذ الفلاسفة القومية والوطنية على أساس أن هذه الأحاسيس والعواطف تعمل على تضييق مفهوم الإنسانية والالتزامات الخلقية، وأنها جعلت من السهل على الملوك أن يقودوا شعوبهم إلى الحرب. وشجبت مقالة "الوطنية" في القاموس الفلسفي "الوطنية" باعتبارها أنانية ضيقة الأفق. إن فولتير توسل إلى الفرنسيين أن يخففوا من بتفاخرهم بسمو اللغة والأدب والفن والحرب، وذكرهم بأخطائهم وجرائمهم ونقائصهم (٨٨). وكان مونتسيكو وفولتير وديدرو وكالمبير في فرنسا كما كان لسنج وكانت وهردر وجيته وشيلر في ألمانيا، أوربيين طيبين ثم بعد ذلك فرنسيين أو ألمان. وكما أن ديانة واحدة ولغة واحدة كانتا قد أنشأتا "العالمية" في غرب أوربا في العصور الوسطى، فكذلك نمت العالمية في القارة نتيجة لانتشار اللغة والثقافة الفرنسيتين.