أردت أن يتمسك خدمك بالدين، ولكنك ظننت أن أصدقاءك يمكن أن يعيشوا بلا دين.
فولتير: ما زلت أرى أن الفلاسفة يمكن أن يستغنوا عن الدين.
بندكت: كم أنت ساذج! هل الأطفال أهل للفلسفة؟ هل يستطيع الأطفال أن يفكروا ويتأملوا؟ إن المجتمع مؤسس على الأخلاقيات، وهذه مؤسسة على الشخصية، والشخصية تتكون زمن الطفولة والشباب. قبل أن يكون العقل موجهاً ومرشداً بزمن طويل. وينبغي أن نغرس الفضيلة في الفرد حين يكون صغيراً مطواعاً غض الأهاب، حيث تكون الفضيلة والأخلاقيات قوية إلى حد يسمح بمقاومة نزازعه المشربة بروح الفردية. بل حتى تفكيره الفردي. أخشى أن تكون قد بدأت تفكر بسرعة. والعقل عمل فردي أساسي، وإذا لم تحكمه وتضبطه الأخلاق فإنه يمكن أن يمزق مجتمعاً إرباً.
فولتير: إن بعض أحسن الرجال في عصري وجدوا أن العقل فضيلة وأخلاقيات كافية.
بندكت: كان هذا قبل أن يتغلب العقل القائم على النزعة الفردية والزمن على آثار الديانة. إن نفراً قليلاً من الناس مثل سبينوزا وبيل ودي هولباخ وهلفشيوس قد يكونون قد عاشوا حياة طيبة بعد تخليهم عن دين آبائهم، ولكن من يدرينا أن فضائلهم لم تكن نتيجة تعليمهم الديني؟
فولتير: كان هناك المئات من الناس المعاصرين لي، ممن كانوا خليعين محتقرين على الرغم من تعليمهم الديني وعقيدتهم الكاثوليكية، مثل الكاردينال ديبوا ولويس الخامس عشر.