فولتير: وا حسرتاه! نعم، كنت مثل بعض رهبانكم، استخدمت بعض حيل وخدع تقية لأصل إلى ما شعرت بأنه غايات طيبة.
بندكت: مهما يكن من أمر، فليس ثمة شك في أن هناك آلافاً من الناس ممن يستمسكون بالعقيد القويمة، حتى وممن يواظبون على كل الطقوس، يمكن أن يكونوا آثمين خطائين ومجرمين عريقين في الإجرام. إن الدين ليس علاجاً معصوماً من الخطأ للجريمة، إنه ليس إلا مجرد عون في المهمة الشاقة، مهمة تمدين الإنسان. وأننا لنعتقد أن الناس بدون الدين يمكن أن يكونوا أسوأ بكثير مما هم.
فولتير: ولكن تلك الفكرة رهيبة، فكرة الجحيم، حولت الإله إلى غول بشع أشد قسوة من أي مستبد غاشم في التاريخ.
بندكت: أنت تمقت هذه الفكرة، ولكنك إذا عرفت الناس معرفة أكثر وأفضل، لأدركت أنه يجب إرهابهم بالمخاوف العقاب. إن رأس الحكمة مخافة الله. وعندما فقد أتباعك هذا الخوف بدءوا يتدهورون ويفسدون. إنك كنت محتشماً معتدلاً نسبياً في فسقك وفجورك، وكان ثمة شيء جميل في علاقاتك الطويلة بمدام دي شاتيليه، ولكن علاقاتك مع ابنة أختك كانت شائنة مخزية. ولم تجد شيئاً يستحق اللوم في سلوك صديقك الفاجر الداعر الدوق دي ريشيليو.
فولتير: وكيف كان يمكن أن ألومه؟ إذن لتعرضت قروضي للخطر.
بندكت: أنت لم يمتد بك زمنك لترى كيف أن الإلحاد قارب أن يجعل من الإنسان أحقر حيوان. هل قرأت المركيز دي ساد؟ أنه في نشو الثورة الفرنسية نشر ثلاث قصص (٢) أوضح فيها أنه لو لم يكن