فقلت:"وإذن فالخير والشر لا يوجدان قط في الأشياء نفسها؟ " فقال: "إنهما لا يوجدان إلا في عقلك".
ولقد كان من الخير أن يضرب وانج وأن تضرب البوذية على هذه النغمة، نغمة ما وراء الطبيعة المثالية، في أبهاء الكنفوشيين الصادقين والمتأنقين؛ ونقول المتأنقين لأن هؤلاء العلماء كانوا مفتونين بعض الافتنان بحكمتهم، وأنهم أضحوا يؤلفون فيما بينهم بيروقراطية ذهنية متعبة مملة معادية لكل روح مبدعة معرضة للخطأ، وإن كانت نظرتهم إلى الطبيعة البشرية وإلى الأداة الحكومية أصدق ما تصوره الفلسفة من نظرات، وأكثرها عدالة. وإذا كان أتباع جوشي قد كتب لهم النصر على معارضيهم في آخر الأمر، وإذا كانت اللوحة التذكارية التي نقش عليها اسمه قد حظيت بشرف وضعها في البهو الذي وضعت فيه لوحة المعلم نفسه (كنفوشيوس)، وإذا كان شرحه لأمهات الكتب الصينية قد أصبح هو القانون الذي يرجع إليه كل تفكير سليم مدى سبعمائة عام، إذا كان هذا وذاك قد حدث فإن حدوثه كان نصراً مؤزراً للعقلية السليمة البسيطة غير المعقدة على التحذلق المزعج الذي كان يعمد إليه أصحاب العقول الميتافيزيقية.
ولكن الأمة الفذة قد تفرط في الحساسية، وقد تكون عاقلة رزينة فوق ما يجب، وقد تسرف في الاستمساك بالحق والصواب إسرافاً لا يطاق. ولقد كان انتصار جوشي والكنفوشية هذا الانتصار الكامل من الأسباب التي جعلت ثورة الصين ضرورة لا بد منها.