والموسيقى إلى الأذن، والصورة إلى العين … والدرامات اليونانية كان يمكن أن تسمى أوبرات (٩٦)".
وحوالي تلك الفترة (١٧٥٢) رسم موريس كنتان دلاتور صورة لروسو بالباستيل (٩٧)، التقط فيها ملامح جان-جاك مبتسماً، وسيماً، أنيقاً، وقد أنكر ديدرو الصورة لأنها لا تتفق والحقيقة (٩٨). ووصف مارمونتيل روسو كما رآه في تلك السنوات في حفلات عشاء دولباخ فقال "كان قد ربح لتوه الجائزة .. في ديجون … فيه تأدب يشوبه الإحجام، قد … يبلغ من للتواضع مبلغاً يقرب من التذلل. ترى عدم الثقة واضحة من خلال تحفظه المشوب بالخوف، وكانت عيناه المطرقتان ترقبان كل شيء بنظرة ملؤها الارتياب الحزين. وقل أن شارك في حديث، وندر أن كشف لنا عن دخيلة نفسه (٩٩)".
وغدا مركز روسو بعد تنديده بالعلم والفلسفة بهذا العنف حرجاً بين جماعة الفلاسفة الذين سيطروا على الصالونات. وكان مقاله قد ألزمه بالدفاع عن الدين. وتروي مدام دينيه أنه في عشاء دعت إليه مدام كينو، وجدت المضيفة أن الحديث عن الدين أصبح نابياً، فرجت ضيوفها "أن يحترموا على الأقل الدين الطبيعي" وبادر بالرد المركيز دسان-لامبير، الذي كان مؤخراً مزاحماً لفولتير على حب دوشاتليه، وسيكون عما قليل مزاحماً لروسو على حب مدام دوديتو فقال "أنه لا يستحق من الاحترام أكثر من أي دين آخر". وتواصل مدام ديينيه كلامها فتقول: "فلما سمع روسو هذا الرد غضب وتمتم بكلام أضحك الجماعة عليه". قال: "إذا كان من الجبن أن يسمح الإنسان لآخر أن يغتاب صديقاً فإن من الإجرام أن يسمح لأحد بأن يتحدث عن إلهه الذي هو حاضر، وأنا أومن بالله يا سادة … واتجهت إلى سان لامبير وقلت له "إنك يا سيدي وأنت شاعر، ستوافقني على أن وجود كائن خالد، كلي السلطان، عظيم الذكاء، هو البذرة لأروع ضروب الحماسة". فأجاب "أعترف بأنه جميل أن نرى هذا الإله يوجه وجهه إلى الأرض، … ولكنها بذرة