في شوق كلمة ثناء منه. وجواب فولتير درة من درر الأدب والحكمة وآداب السلوك الفرنسية. قال:
"تلقيت يل سيدي كتابك الجديد الذي يهاجم النوع الإنساني. وأني أشكرك عليه. وأنك لتسر الناس الذين تخبرهم بحقائق تهمهم، ولكنك لن تقوم بذلك اعوجاجهم. إنك ترسم بألوان صادقة جداً فضائع المجتمع الإنساني، … وأن أحداً لم يبذل قط مثل هذا الذكاء الكثير ليقنع الناس بأن يكونوا وحوشاً. والمرء حين يقرأ كتابك تتملكه الرغبة في أن يمشي على أربع ( Marcher (Quatre Pattes) ولكن بما أنني فقدت تلك العادة منذ أكثر من ستين عاماً. فأني لسوء الحظ أشعر أنه يستحيل عليّ استئنافها …
"وإني متفق معك على أن الآداب والعلوم كانت أحياناً علة الكثير من الشرور … (ولكني) اقرر أنه لا شيشرون، ولا قارو، ولا لوكريتيوس، ولا فرجيل، ولا هوراس، كان لهم أقل نصيب في تحريمات ومصادرات ماريوس، وصلا، وأنطونيوس، وليبدوس، وأكتافيوس … وعليك أن تعترف بأن بترارك وبوكاشيو لم يكونا السبب فيما عانته إيطاليا من متاعب داخلية، وأن مزاح مارو لم يكن السبب في مذبحة القديس برتولومي، وأن مسرحية كورنبي "السيد" لم تثر حروب الفروند. إن الجرائم الكبرى قد اقترفها رجال مشهورون ولكنهم جهلة، والذي جعل هذه الدنيا، وسوف يجعلها على الدوام، وادياً للدموع هو جشع الناس الذي لا يشبع وغرورهم الذي لا يفتر … أن الأدب يغذي الروح، ويقومها، ويعزيها، أنه يخلق مجدك في ذات الوقت الذي تهاجمه فيه …
"لقد أنبأني السد شابوي أن صحتك سيئة للغاية. فعليك ان تحضر وتستردها في جو وطنك، وتستمتع بالحرية، وتشرب معي لبن أبقارنا، وتعيش على أعشابنا. وأني يا سيدي بكل، الفلسفة وكل التقدير المشرب بالمحبة، خادمك المتواضع جداً المطيع جداً (١٣٠).