وأن فرنسا تتستر على المؤامرة (١٥). وفي ٢٣ يونيو ١٧٥٦ أصدر أمره للقائد البروسي في كونجزبرج بأن يستعد لمقابلة هجوم عليه من روسيا. وأبلغ الحكومة البريطانية بأن "لدى بلاط فيينا ثلاث خطط تشير إليها خطاه الحالية: أن يوطد حكمه الاستبدادي في الإمبراطورية، وأن يقضي على البروتستانتية، وأن يعيد فتح سيليزيا (١٦) ". علم أن سكسونيا تدبر زيادة جيشها من سبعة عشر ألف مقاتل إلى أربعين ألفاً خلال الشتاء (١٧). وخمن أن الحلفاء يترقبون ربيع ١٧٥٧ ليزحفوا عليه من ثلاث جهات، فصمم على أن يضرب ضربته قبل أن تكتمل تعبئة قواته.
وقد شعر أن فرصته الوحيدة للنجاة من الخطر الذي يهدده هي شل حركة عدو واحد على الأقل من أعدائه قبل أن يستطيعوا توحيد صفوفهم في مقاتلته. ووافقه شقرين، ولكن أحد وزرائه المسمى الكونت فون بوديفيليس رجاه ألا يعطي أعداءه ذريعة لاتهامه بأنه المعتدي. ولقبه فردريك "السيد صاحب السياسة الجبانة (١٨) " وكان قبل ذلك بزمن طويل، في "ميثاق سياسي" سري (١٧٥٢) قد نصح خليفته بأن يفتح سكسونيا فيتيح بفتحها لبروسيا الوحدة الجغرافية، والموارد الاقتصادية، والقوة السياسية التي لا غنى عنها لمن يريد البقاء (١٩). ولكنه نحى الفكرة جانباً باعتبارها فكرة لا يقوى على تحقيقها. أما الآن فقد رآها ضرورة حربية فلابد له من حماية حدوده الغربية بتجريد سكسونيا من السلاح.
وكان حتى في كتابه القريب من المثالية. "المعارض لمكيافللي"(١٧٤٠) قد وافق على الحرب الهجومية إذا أريد بها الحيلولة دون هجوم داهم من العدو (٢٠). وأخبره متشل، الوزير الروسي في إنجلترا، أنه رغم رغبة الحكومة البريطانية القوية في الحفاظ على السلام في القارة، فهي تدرك الضرورة القاهرة التي يواجهها فردريك ولن تعتبره "ملوماً" على الإطلاق إذا هو حاول أن يسبق أعداءه بدلاً من الانتظار حتى ينفذوا فيه نياتهم العدائية (٢١).
وقي يوليو ١٧٥٦ أوفد مبعوثاً إلى ماريا تريزا يطلب تأكيداً بأن النمسا