"إن المقاتلين من أمثال كاتو وأوتو، الذين ترى جلالتكم أن موتهم كان شرفاً لهم، ما كان في استطاعتهم أن يفعلوا شيئاً آخر غير القتال أو الموت". يجب أن تذكر كم من بلاط يرى غزوك لسكسونيا انتهاكاً للقانون الدولي … وأن أخلاقنا ومركزك في غير حاجة إطلاقاً لهذه الفعلة (الانتحار) وحياتك ضرورية وأن تعلم كم هي غالية في نظر أسرة كثيرة العدد … وأحوال أوربا لا تستقر طويلاً على أساس واحد، والواجب على رجل مثلك أن يتماسك استعداداً للأحداث … ولو أن بسالتك أفضت بك إلى ذلك التطرف البطولي لما استحسنها الناس فأنصارك سيدينونها، وخصومك سينتصرون (٣١)".
وأجاب فردريك نثراً وشعراً وقال:
"أما أنا المهدد بالغرق، فعليّ وأنا أتصدى للعاصفة أن أفكر، وأحيا وأموت ملكاً (٣٢) ".
وبين قصائد الشعر (التي نظمها دائماً بالفرنسية) راح يبحث عن الجيش الفرنسي، وتاقت نفسه الآن إلى معركة تحسم له مشكلة الحياة أو الموت. وحين كان في لييزج، في ١٥ أكتوبر أرسل في طلب يوهان كرستوف جوتشيد (الذي كنا يقرض الشعر بالألمانية) وحاول إقناعه بأن الشعر الألماني ضرب من المحال. ففيه فرقعات كثيرة جداً-وحتى في اسم الأستاذ هناك خمسة في صف واحد، فكيف تحدث اتساقاً في الأصوات من لغة كهذه؟ واحتج جوتشيد. وكان على فردريك أن يعد لزحف جديد، ولكن بعد عشرة أيام حين عاد إلى لييزج، استقبل الشاعر الشيخ ثانية، ووجد متسعاً من وقته ليستمع إلى قصيدة غنائية بالألمانية من نظم جوتشيد، وأهداه علبة نشوق ذهبية عربون الرضى وهو يودعه.
وخلال ذلك الفاصل الأدبي جاءته أنباء أسوأ: فقوة من الكروات يقودها الكونت هاديك تزحف على برلين، والشائعات تزحف بأن الكتائب السويدية والفرنسية تزحف لتطبق على العاصمة البروسية. وكان