فردريك قد ترك فيها حامية ولكنها أصغر كثيراً من أن تصد هذا السيل العارم: ولو سقطت برلين لوقع في يد العدو أهم مصدر لإمداداته من السلاح، والبارود، والملابس، وهرع بجيشه لينقذ المدينة وأسرته. وخلال زحفه أنبئ بأن ليس هناك قوات فرنسية ولا سويدية تزحف على برلين، وأن هاديك توقف في ضواحي العاصمة وأقضى فدية قدرها ٢٧. ٠٠٠ جنيه من برلين، ثم رحل بجنده الكروات راضياً (١٦ أكتوبر). وجاءه نبأ سرى عنه، هو أن الروس بقيادة أبراكسين انسحبوا من بروسيا الشرقية إلى بولندا بعد أن نال منهم المرض والجوع.
وأتته رسائل لم تشرح صدره، تقول إن الجيش الفرنسي بقيادة سوبيز دخل سكسونيا، ونهب المدن الغربية، وأنظم إلى الجيش الإمبراطوري الذي يقوده دوق ساكس-هيلدبور جهاوزن. وعاد الملك المرهق أدراجه، وقاد جنده إلى قرب روسباخ، على نحو ثلاثين ميلاً غربي لييزج.
هناك التقى جيشه المتعب الذي تقلص إلى ٢١. ٠٠٠ مقاتل في خاتمة المطاف وجهاً لوجه بجيوش فرنسا والرايش وعدتها ٤١. ٠٠٠ مقاتل. ورغم هذا أشار سوبيز بعدم المجازفة بخوض المعركة، وقال أنه خير منها المضي في تجنب الالتحاق بفردريك وإرهاقه بمسيرات عقيمة حتى يكرهه تفوق الحلفاء عدداً وعدة على التسليم. وكان سوبيز عليماً بانهيار النظام في صفوف جيشه، وافتقار جنود الرايش ومعظمهم من البروتستنت إلى الحماسة في مقاتلة فردريك (٣٣). غير أن هيلبور جهاوزن ألح في طلب القتال، فأذعن سوبيز. وقاد القائد الألماني جيشه على منعطف طويل ليهاجم البروسيين على مسيرتهم. فما كان من فردريك وهو يرقب العدو من سطح بيت في روسباخ إلا أن أمر فرسانه بقيادة سيدلتز أن يقوموا بحركة مضادة على ميمنة العدو. وحمل الفرسان البوسيون، وعدتهم ٣. ٨٠٠ مقاتل تحجبهم التلال وهم يسيرون بسرعة متربة، على وجود الحلفاء من تحتهم وهزموهم قبل أن يستطيعوا إعادة تشكيل صفوفهم