وأتى الربيع بمزيد من الجيوش الفرنسية في ساحة القتال. ففي ١٣ إبريل ١٧٥٩ في بيرجن (قرب فرانكفورت على المين) أذاقت قوة يقودها دبرولي بكفاية فرديناند البرنزويكي طعم الهزيمة. ولكن فرديناند كفر عن هزيمته في مندن، فهناك (أول أغسطس) بجيش قوامه ٤٣. ٠٠٠ ألماني، وإنجليزي، واسكتلندي هزم ٦٠. ٠٠٠ فرنسي يقودهم برولي وكنتار هزيمة منكرة؛ وبخسارة قليلة جداً نسبيا، بحيث استطاع أن يرسل ١٢. ٠٠٠ جندي إلى فردريك ليعوض عما حل بجيش الملك من ضعف إثر حملة مشؤومة في الشرق.
ذلك أنه في ٢٣ يوليو قهر جيش ستاليكوف المؤلف من ٥٠. ٠٠٠ روسي وكرواتي وقوقازي، عند تسوليشاو جيشاً بروسياً قوامه ٢٦. ٠٠٠ مقاتل كان فردريك قد تركهم لحراسة مداخل البلاد من بولندا إلى برلين، ولم يقف الآن شيء في طريق سيل روسي عرم قد يتدفق على العاصمة البروسية. ولم يكن أمام الملك من سبيل إلا الاعتماد على صهره ليدافع عن درسدن أما داون، بينما سار هو بنفسه للقاء الروس، ووصلته التعزيزات في الطريق، فاستطاع أن يحشد ٤٨. ٠٠٠ مقاتل، ولكن ١٨. ٠٠٠ نمساوي يقودهم الجنرال لاودون كانوا أثناء ذلك قد انضموا إلى الروس، فبلغ مجموع جيش ستاليكوف ٦٨. ٠٠٠. وفي ١٢ أغسطس ١٧٥٩ التحم هذان الجيشان- اللذان كانا أضخم كتلتين من اللحم البشري القابل للاستهلاك منذ المذابح التي تبارى فيها الأعداء في حرب الوراثة الأسبانية-وخاضا عند كونرزدوف (على ستين ميلاً شرقي برلين) أقسى معارك هذه الحرب-وأفجعها على فردريك. فبعد قتال دام اثنتي عشرة ساعة لاح أن الحظ في جانبه، وهنا هجم رجال لاودون الاحتياطيون-وعددهم ١٨. ٠٠٠ - على البروسيين المنهوكي القوى وطاردوهم في هزيمة نكراء. واقتحم فردريك كل خطر ليلم شعث جنوده، وقادهم بشخصه ثلاث مرات في الهجوم، وضربت بالنار ثلاثة جياد من تحته، وأوقفت علبه ذهبية صغيرة في جيبه رصاصة كان يمكن أن تودي بحياته. ولم يكن سعيداً بفكرة الهروب، فصاح "هلا أصابتني طلقة لعينة؟ "(٥٣) وتوسل إليه جنوده أن ينجو بنفسه،