ومزهريات؛ وكانت الآنية المنقوشة والتماثيل الصغيرة تملأ الرفوف في دور خبراء الفن وهواته، وتجد لها مكاناً في كل بيت من بيوت الصينيين.
ومن أجمل النماذج الباقية من أيام أسرة سوج مبخرة في صورة جاموسة البحر، وقد ركب عليها لو - دزه وهو هادى مطمئن ليثبت بهذا قدرة الفلسفة على إخضاع الوحوش الكاسرة (٤٠)، ولا يزيد سمك جدران المبخرة على سمك الورقة، وقد اكتسبت على مر الزمان قشرة أو طبقة خضراء مرقشة خلعت عليها جمال القدم (١)، ثم انحط هذا الفن انحطاطاً تدريجياً بطيئاً في عهد أسوة منج. فزاد حجم التحف وقلت جودتها، وأصبح البرنز، الذي كان مقصوراً على صنع آيات الفن في عهد الإمبراطور يو، فناً عاما تصنع منه الآنية العادية التي تستخدم في الأغراض اليومية، وتخلى في مكانته الأولى للخزف.
ولم يكن النحت من الفنون الكبرى، ولا من الفنون الجميلة، عند الصينيين (٤١). وسبب هذا أن تواضع الشرق الأقصى أبى عليه أن يتخذ الجسم البشرى نموذجاً من نماذج الجمال. ولهذا فإن الذين اتخذوا صناعة التماثيل البشرية حرفة لهم وجهوا قليلا من عنايتهم إلى تمثيل ما على الأجسام من ملابس، واستخدموا تماثيل الرجال - وقلما استخدموا تماثيل النساء - لدراسة بعض أنواع الإحساسات أو لتصويرها؛ ولكنهم لم يمجدوا الأجسام البشرية. ومن أجل ذلك تراهم في الغالب قد قصروا تصوير الناس على تماثيل القديسين البوذيين والحكماء الدويين، وأغفلوا تصوير الرياضيين والسراري ممن كانوا وكن مصدر الإلهام للفنانين من اليونان.
(١) الكلمة الإنجليزية Patina أي القشرة مشتقة من الكلمة لاتينية معناها طبق وتستعمل للدلالة على الطبقة التي تتكون من انحلال السطح المعدني المتعرض لرطوبة الجو، ومن عادة هذه الأيام أن يكون من عوامل تقدير قيمة التحف البرنزية ما يغشاها من الطبقة خضراء أو سوداء تكونت عليها على مر الزمان، أو من الأحماض التي تستخدم في تقليد الروائع الفنية القديمة.