وراضت ماريا تريزا نفسها على الصلح مع أبغض أعدائها إلى قلبها. فقد تخلى عنها جميع حلفائها الكبار، وكان ١٠٠. ٠٠٠ تركي يزحفون على المجر، فأوفدت مبعوثاً لفردريك يعرض عليه الهدنة، فقبلها، وفي هوبرتوزبرج (قرب ليبزج)، في ٥ - ١٥ فبراير ١٧٦٣، وقعت بروسيا، والنمسا، وسكسونيا، والأمراء الألمان، المعاهدة التي أنهت حرب السنين السبع. وبعد كل ما أريق من دماء ودوقاتيات، وروبلات، وطالرات وكرونات، وفرنكات، وجنيهات، أعيد "الوضع السابق للحرب" في القارة. واحتفظ فردريك بسيليزيا، وجلاتز، وفيزل، وجلدرلاند، وأخلا سكسونيا، ووعد بأن يؤيد ترشيح جوزيف ابن ماريا تريزا ملكاً على الرومان، وإذن إمبراطوراً مستقبلاً. وعند التوقيع النهائي هنأ فردريك مساعدوه على "أسعد أيام حياتك"، فأجاب بأن أسعد أيام حياته سيكون آخرها (٦٧).
ماذا كانت نتائج الحرب؟ على النمسا فقد سيليزيا نهائياً مع دين حرب قدره ١٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠ ايكو. وقضي على هيبة الحكام النمساويين باعتبارهم الأصحاب التقليديين للقب الإمبراطوري، وقد عامل فردريك ماريا تريزا معاملته لحاكمة لإمبراطورية نمساوية-مجرية، لا رومانية مقدسة، وترك أمراء الإمبراطورية الألمان الآن وشأنهم، وسرعان ما سيخضعون لزعامة بروسيا في الرايش، قد اضمحل سلطان آل هابسبورج وصعد سلطان آل هوهنتسولرن، وأصبح الطريق ممهداً لبسمارك. وبدأت النزعتان الوطنية والقومية تفكران تفكير ألمانيا الموحدة بدلاً من تفكير الدولة المعتزة باستقلالها عن غيرها من الدويلات. وحفز الأدب الألماني فأنجب شتورم ودرانج، ثم صعد إلى جوته وشيلر.
أما السويد ففقدت ٢٥. ٠٠٠ رجل، ولم تغنم غير الديون. وأما روسيا ففقدت ١٢٠. ٠٠٠ رجل بين المعارك، والشدائد، والأمراض، ولكنها ستعوضهم عما قليل، ولقد فتحت عهداً جديداً في تاريخها الحديث بزحف جيوشها في الغرب، وأصبح تقسم بولندا الآن أمراً لا مناص منه، وأما فرنسا فلم تجنِ غير الخسائر الفادحة في مستعمراتها وتجارتها، وحالة