للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يقلق تكاثر البشر المركيز كما سيقلق مالنوس في ١٧٩٨. فقد آمن بأن الأمة تعظم بكثرة سكانها، وأن هذا يسيره "توالد الناس كما تتوالد الفئران في جرن إذا توفرت لها أسباب الحياة (٣٤) " وهو ما زلنا نراه إلى الآن. وخلص إلى وجوب تشجيع منتجي الطعام بكل الوسائل. وذهب إلى ان التفرقة في توزيع الثروة تثبط إنتاج الطعام، لأن ضياع الأغنياء تشغل الأرض التي كان في الإمكان أن تصبح مزارع خصبة. وقالت مقدمة ميرايو للملك أن الفلاحين:

"هم أكثر الطبقات إنتاجاً، الذين لا يرون من تحتهم غير مرضعتهم ومرضعتك-الأرض الأم، والذين يرزحون أبداً تحت ثقل أشق الأعمال والذين يباركونك كل يوم، ولا يسألونك شيئاً غير السلام والحماية. وبفضل عرقهم، بل ودمهم ذاته (وهو ما لا تعرفه!) تشبع مطامع ذلك الحشد من البشر غير النافعين الذين لا يفتئون يقولون لك أن عظمة الملك في قيمة وعدد … النعم التي يقسمها على أفراد حاشيته. لقد رأيت مساعد جابٍ للضرائب يقطع يد امرأة فقيرة تشبثت بقدرها لتمنع استيلاءه عليها وفاء للدين. وكانت آخر ما في بيتها من آنية. فماذا كنت تقول في هذا أيها الملك العظيم (٣٥)؟ ".

وقد هاجم المركيز الثائر في كتابه "نظرية الضرائب" (١٧٦١) الملتزمين العموميين بجباية الضرائب لأنهم طفيليون يغتالون أقوات الأمة. وحرض الماليون الغاضبون لويس الخامس عشر على أن يحبسه في الشاتو دفانسين (١٦ ديسمبر ١٧٦٠) ولكن كزنيه أقنع مدام دبومبادور بأن تتشفع له، وأطلق لويس سراح المركيز (٢٥ ديسمبر) ولكنه أمره بأن يلزم ضيعته في لوبنيون. وأحال ميرابو الضرورة إلى فضيلة، فدرس الزراعة دراسة عملية مباشرة. وفي ١٧٦٣ أصدر كتاب "الفلسفة الريفية" الذي قيل فيه إنه "أشمل بحث في الاقتصاد قبل آدم سميث (٣٦) "، ووصفه جريم بأنه "الأسفار الموسوية للمذهب الفيزوقراطي (٣٧) ". وبلغت جملة مؤلفات