الدراما كل تشجيع سواء في العرض أو الاستحسان. ففي ١٧٧٣ أقام فكتور لوي في بوردو أجمل مسرح في المملكة، له رواق فخم من الأعمدة الكونية، ودربزين كلاسيكي، وزخارف منحوتة. أما الكوميدي-فرانسيز، التي أقر جاريك بأنها خير الفرق التمثيلية في أوربا، فقد أنزلت "التياتر-فرانسيه" الذي شيد عام ١٦٨٣ في شارع فوس، بسان-جرمان-دي-بريه: ثلاثة صفوف من الشرفات في مستطيل ضيق فرض الإلقاء الخطابي وقرر الأسلوب الخطاب للتمثيل في فرنسا. وعرضت مئات الأسر مسرحيات خاصة، من فولتير في فرنيه إلى الملكة في تريانون-حيث لعبت ماري أنطوانيت دور كوليت في مسرحية روسو "قسيس القرية" وحيث كان "أكثر من عشر نساء من علية القوم يمثلن ويغنين خيراً من أي ممثلات ومغنيات في الملهى"(٢٤) ونبتت في كل مكان في فرنسا "مسارح صغيرة". من ذلك أن ديراً برناردياً، قابعاً في غابات باريس بنى مسرحاً لرهبانه "دون علم من المتعصبين وأصحاب العقول الضيقة"(كما قال أحدهم).
ولمع نجوم الكوميدي-فرانسيز فوق ربوع فرنسا رغم منافسة الفرق الهاوية. وقد رأينا كيف أقبل أهل جنيف وفرنيه ليروا الممثل لوكان يمثل لفولتير في شاتلين. أما اسمه الحقيقي فهو هنري-لوي كان Cain، ( قابيل) ولكن هذا كان لقباً ملعوناً غيره وله العذر في تغييره. كذلك لم يجلب له وجهه الحظ، وقد استقرت الآنسة كليرون فترة حتى تأنس إليه ولو كان ذلك في تمثيليته، وكان فولتير قد أكتشف مقدرته في حفلة تمثيل للهواة، وعلمه، ووجد له مكاناً في التياتر-فرانسيه. وفي ١٤ سبتمبر ١٧٥٠ استهل لوكان حياته المسرحية بدور تيطس في مسرحية فولتير "بروتس"، وظل طوال جيل بعد ذلك يمثل دور البطل في مسرحيات فولتير. وأحبه الشيخ الغضوب إلى النهاية.
على أن أحب من اعتلى مسرح فولتير إلى القلوب كانت الآنسة كليرون (بعد أن توفيت أدريين لكوفرير) وكان اسمها قانوناً كلير-جوزيف إيبوليت ليريس دلاتور. ولدت عام ١٧٢٣ دون زواج شرعي بين أبويها.