للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بنفاذ بصيرة وعدم تحيز. ودافع عنه ديدرو قائلاً إنه "أول فنانينا الذي أضفى الخلق على الفن، وهيأ صوره لتروي قصة (٦٨) " وبلغ به الأمر حد الدهشة والتعجب من المآسي الرقيقة التي رسمها جروس، فصاح في أسى "لذيذة! لذيذة! " حين رأى لوحة "الفتاة الصغيرة تبكي على عصفورها الميت" وكان هو نفسه يدعوا لمواضيع الطبقة الوسطى ومشاعرها في الدراما، فآنس في جروز حليفاً عظيم القيمة وأطره حتى فوق إطرائه شاردان. وغلا جروس في تصديقه، فكرر نفسه كأنه رسول الفضيلة والعاطفة، وأرسل إلى مجلات باريس شروحاً طويلة للدروس الأخلاقية في الصور التي كان ينتجها. وأخيراً استنزف ترحيب جمهور الفن به حتى إبان تسلط العاطفة على مزاج العصر.

وكان خلال فترة السنوات الأثنتي عشرة كلها منذ قبول ترشيحه للأكاديمية قد أهمل أن يقدم لها الصورة التاريخية التي كانت شرطاً للعضوية الكاملة، وكانت الأكاديمية ترى أن الصورة التي ترسم المشاهد المألوفة التي تصف الحياة البيتية أو اليومية تتطلب من الموهبة الناضجة أقل مما يتطلبه التأليف القادر على التخيل، والتمثيل الكفء لمشهد من المشاهد التاريخية، ومن ثم قبلت مصوري مشاهد الحياة اليومية على أنهم "مقبولون Agr (es" فقط، ولكنهم ليسوا بعد صالحين للدرجات أو الكراسي الأكاديمية. وفي ١٧٦٧ أعلنت الأكاديمية أن صور جروز سيتوقف عرضها في الصالون البينالي حتى يقدم لها صورة تاريخية.

وعليه ففي "٢٩ يوليو ١٧٦٩" قدم جروز صورة لسبتميوس سفيروس يوبخ ابنه كراكالا لمحاولته اغتياله (٦٩). وأطلع أعضاء الأكاديمية على الصورة، وبعد ساعة أبلغه المدير أنه قبل، ولكنه قال له: "سيدي، لقد قبلت في الأكاديمية مصوراً للمشاهد اليومية. وقد أخذت الأكاديمية في الاعتبار تفوق صورك السابقة، وأغمضت عينها عن الإنتاج الحالي غير الجدير بها ولا بك (٧٠) ". وصدم جروز، فدافع عن لوحته، ولكن أحد الأعضاء بين الأخطاء في الرسم. وأحتكم جروز إلى الجمهور في خطاب