واحدة، وإذا احتاجت الأسرة إلى أن تزيد حجرات منزلها فإنها تفضل إقامة مبنى جديد على إضافة حجرات للمبنى القديم. ومن ثم فإن القصر العظيم قلما يكون بناء منظم الأجزاء، بل يتكون من عدة مبان تمتد أهمها في صف واحد من مدخل القصر إلى السور وإلى جانبيها المباني الثانوية التي تقل عن الأولى شأناً. وأكثر ما تبنى منه المنازل الخشب والآجر، وقلما تعلو الحجارة إلى أكثر من الشرفات التي فوق الأساس.
وكان يقصر استعمال الآجر عادة على الجدران الخارجية، أما السقف فتتخذ من لبنات رقيقة، وأما الأعمدة المزينة والجدران الداخلية فتقام من الخشب. وكانت تعلو الجدران الزاهية الألوان طنف ذات نقوش. وليست الجدران ولا العمد هي التي تحمل السقف، بل إن هذه السقف رغم ثقلها تستقر على قوائم تكون جزءاً من الهيكل الخشبي للمنزل، والسقف أهم أجزاء الهيكل أو المنزل الصيني، فهو يبنى من القرميد المصقول البراق - ذي اللون الأصفر إن كان يظلل رأس الإمبراطور، وإلا فهو أخضر أو أرجواني أو أحمر أو أزرق. وهو يبدو جميلاً وسط ما يحيط به من المناظر الطبيعية، بل إنه ليبدو كذلك حتى في فوضى شوارع المدن، ولربما كانت أعواد الخيزران التي تبرز أطرافها من أعلى الخيام هي التي أقيمت على غرارها في بلاد الشرق الأقصى رفارف السطوح الرشيقة المنحنية إلى أعلى، ولعل أقرب من هذا إلى الظن أن هذا الطراز الكثير الذيوع لم يكن منشؤه إلا رغبة البنائين الصينيين في وقاية البناء كله من مياه الأمطار (٥٨).
ذلك أن النوافذ ذات المصاريع كانت قليلة في المباني الصينية، وكان يحل محلها الورق الكوري Korean (١) أو النوافذ ذات القوائم المتقاطعة المتشابكة، وهذه لا تقي الحجرات من الأمطار.