والرفارف المقوسة المتجهة إلى أعلى المتصلة بالسقف المقرمدة الضخمة. وشبيه بهذه المتع المحرمة على غير هذه الطبقات من الأهلين القصر الصيفي الثاني الذي يبعد عن هذا المكان بضعة أميال، ولعله أكثر رشاقة وتناسباً وتأنقاً في النحت من البيوت التي كانت في يوم ما مساكن للملوك في بيجنج.
وإذا شئنا أن نذكر الخصائص العامة لفن العمارة الصينية في عبارة موجزة قلنا: إن من أول مظاهرها السور المجرد من الجمال الذي يفصل المبنى الرئيسي عن الطريق العام. وهذه الأسوار تمتد في الأحياء الفقيرة من بيت إلى بيت متصلة بعضها ببعض، وتدل على أن الحياة في هذه الأحياء كانت غير آمنة. ويحيط هذا السور بفناء تفتح فيه أبواب ونوافذ لبيت واحد أو لعدة بيوت. وبيوت الفقراء مساكن كئيبة مظلمة، ذات مداخل ودهاليز ضيقة وسقف منخفضة، وأرض من التراب. وفي كثير من الأسر تعيش الخنازير والكلاب والدجاج والرجال والنساء في حجرة واحدة. وتعيش أفقر الأسر في أكواخ من الطين والقش تغمرها مياه الأمطار وتصفر فيها الرياح، وإذا كانت الأسر ذات يسار قليل غطت أرض الحجرات بالحصر أو رصفتها بالقرميد. أما الأثرياء فيزينون فناء المنزل الداخلي ببعض الشجيرات والأزهار والبرك، أو يحيطون قصورهم بالحدائق يغرسون فيها مختلف الأشجار، ويمرحون فيها ويلعبون. ولا نرى في هذه الحدائق طرقات تزينها الورود، وممرات غرست حولها الأزهار، ومربعات أو دوائر أو مثمنات من الكلأ أو الزهر؛ بل ترى بدلاً منها مماشي ضيقة لا تثبت على حال، تتلوى في بعض الأحيان مخترقة أخاديد تمر بين الصخور فوق مجار مائية متعرجة بين أشجار اضطرت جذوعها أو أغصانها إلى أن تتخذ لها أشكالاً غريبة ترضي عنها النفوس السفسطائية. وترى في أماكن متفرقة من هذه الحدائق جواسق جميلة تكاد تخفيها الغصون يستريح فيها الجائلون.
وليس البيت نفسه ذا روعة ولو كان قصراً للعظماء، فهو لا يزيد على طبقة