للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل وصول دالامبير جواب فولتير الذي أشار إلى ملاحظاتها. وإذا دالامبير يدخل بمجرد البدء في القراءة ويسمع الفقرة النمامة، فضحك مع الضاحكين، ولكنه تأذى، وحاولت المركيزة استرضاءه، ولكن الجرح لم تندمل، فلما زار فردريك عام ١٧٦٣ كانت رسائله يومية تقريباً إلى الآنسة ديليسبناس، نادرة إلى المدام. وبعد عودته من باريس ألف أن يزور جولي في شقتها قبل أن يهبطا إلى الصالون، وكان طورجو أو شاستللوكس أو مارمونتيل يصحبونه أحياناً في هذه الزيارات الحميمة. وشعرت المضيفة العجوز أن الذين أعانتهم وأحبتهم يخونونها.؟ ونظرت الآن إلى جولي كأنها عدو لها، وكشفت عن شعورها بطرق مثيرة كثيرة-كفتور لهجتها في الحديث معها، ومطالبها التافهة منها، وتذكيرها إياها بين الحين والحين باعتمادها عليها. أما جولي فقد ازداد ضيقها يوماً بعد يوم بهذه "العجوز العمياء الغضوب"، وبالتزامها بأن تكون دائماً في متناولها أو على مقربة منها لتلبي حاجة المركيزة في أية ساعة. وزادها مرور الأيام تعاسة على تعاسة، إذ كان لكل يوم لذعته. وقد كتبت في تاريخ لاحق تقول "كل ألم يتغلغل إلى الأعماق، أم اللذة فطائر سريع الفرار" (١٠٤) وفي ثورة أخيرة من ثورات غضب المدام اتهمتها بخداعها قي بيتها وعلى نفقتها. وردت جولي بأنها لم تعد قادرة على العيش مع من تنظر إليها هذه النظرة. وفي يوم من أوائل مايو ١٧٦٤ غادرت المنزل بحثاً عن مسكن آخر. أما المركيزة فقد جعلتها قطيعة لا رجعة فيها بإصرارها على أن يختار دالامبير بينها أو بين جولي، فغادرت البيت، ولم يعد إليه قط.

وبدا حيناً أن الصالون القديم قد جرح جرحاً مميتاً بهذين البترين. وواصل معظم رواده زيارة المركيزة، ولكن العديد منهم-كالمرشالة دلكسمبورج، والدوقة دشايتون، والكونتسة دبوفليه، وطورجو، وشاستللوكس، بل حتى إينو-ذهبوا إلى جولي ليعربوا عن تعاطفهم واهتمامهم المستمر بها، وتقلص الصالون فلم يحوِ غير قدامى الأصدقاء والأوفياء منهم، والوافدين الجدد الذين يسعون إلى التميز والطعام الطيب. وقد وصف المدام هذا التغيير في ١٧٦٨ فقالت: