"الرجل صاحب الأربعين أيكو" و"أميرة بابل"(وهي من خيرة قصصه)، و "رسالة إلى بوالو"، و"إعلان لإيمان موحد بالله" و"بيرووية (لا أدرية) التاريخ" ونصين لأوبرا هزلية، وتمثيلية. وكان ينظم كل يوم تقريباً "شعراً قصير الأجل" وهو ضرب من الأبجرام المسجوع، قصير، خفيف، رشيق، وهو في هذا المضمار لا يشق له غبار في الأدب بأسره، حتى في التفوق المركب لـ"المختارات اليونانية".
وقد عالجنا كتاباته في الدين والفلسفة في غير هذا الموضع. فلنلق نظرة عاجلة على التمثيليات التي كتبها في فرنيه، وتانكريد، ونانين، والاسكتلندية، وسقراط، وشاول، وإيرين، وهي أقل ذريته خلوداً وإن كانت حديث باريس في حياته. وقد حظيت تانكريد التي مثلت على النياتر-فرانسيه في ٣ سبتمبر ١٧٥٩ باستحسان الجميع حتى فريرون، خصم فولتير اللدود. وقد بلغت الآنسة كليرون دور دبورة، ولو ان في دور تانكريد في هذه المسرحية قمة فنها. وكانت خشبة المسرح قد أجلي عنها المتفرجون وجملت بديكور فسيح رائع، وكان الموضوع الفروسي الوسط تحولاً محبباً عن المواضيع الكلاسيكية، بل يمكن القول إن تلميذ بوالو كتب هنا تمثيلية رومانسية، وأظهرت "نانين" أن فولتير تأثر برتشاردسن، شأنه شأن ديدور؛ وقد امتدحها روسو ذاته. أما "سقراط" فاحتوت-حكمة غالية "إنه انتصار للعقل أن يعيش في سلام مع أولئك الذين لا عقل لهم. "(٤٠)
وقد درس فولتير كوريني وراسين دراسة مستفيضة، وهو الذي أشاد به جيله ضريباً لهما، وتردد طويلاً في أي الاثنين يفضل؛ وانتهى به التردد إلى إيثار راسين. وقد رفع الاثنين بجرأة فوق مقام سوفوكليس ويوربيديس، ورفع موليير في أفضل مسرحياته، فوق تيرينس ببرودته رغم نقائه، وفوق المهرج أرستوفانيس. (٤١) وقد تأثر حين نما إليه أن ماري كوريني، حفيدة أخي المسرحي، تعيش في ضنك قرب إفريه، فعرض أن يتبناها ويتكفل بتعليمها، وحين علم أنها فتاة متدينة أكد لها أنه سيتيح لها كل فرصة لممارسة عبادتها. فحضرت إليه في ديسمبر ١٧٦٠، فتبناها، وعلمها أن تكتب