للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرنسية الجيدة، وأصلح من نطقها، وصاحبها إلى القداس. ورغبة في جمع مهر لها اقترح على الأكاديمية الفرنسية أن تنوط به نشر أعمال كوريني والتعليق عليها فوافقت. وعكف لتوه على قراءة تمثيليات سلفه من جديد وتزويدها بالمقدمات والهوامش، ثم أعلن عن المشروع، وناشد الراغبين أن يكتتبوا له لأنه كان خبيراً بشؤون المال والأعمال، واكتتب كل من لويس الخامس عشر، والقيصرة أليزافيتا، وفردريك ملك بورسيا، بمائتي نسخة، وكل من مدام دبومبادور وشوازيل بخمسين، ووصلته اكتتابات أخرى من تشسترفيلد وغيره من وجوه الأجانب. وكانت النتيجة أن تقدم الخطاب الكثيرون لماري كوريني. وقد تزوجت مرتين، وأصبحت في ١٧٦٨ أم شارلوت كورداي.

وقد كان فولتير أعظم مؤرخي جيله كما كان أعظم شعرائه ومسرحييه. ففي ١٧٥٧ طلبت إليه الإمبراطورة أن يكتب ترجمة لأبيها بطرس الأكبر. ودعت فولتير إلى سانت بطرسبورج ووعدته بأن تغدق عليه أسباب التكريم. فأجاب بأن شيخوخته تحول بينه وبين القيام برحلة كهذه، ولكنه سيكتب التاريخ إذا وافاه وزيرها الكونت شوفالوف بالوثائق التي تبين سيرة بطرس والتغيرات التي أحدثتها إصلاحات هذا القيصر. وكان قد رأى في شبابه بطرس في باريس (١٧١٦)؛ وكان يعتبره رجلاً عظيماً، همجياً رغم عظمته وتحاشياً للخوض الخطر في أخطائه، قرر ألا يكتب ترجمة بل تاريخاً لروسيا تحت حكمه الجدير بأن يذكر، وهي مهمة أشق بكثير. وقام بأبحاث هامة في الموضوع، وعكف بهمة على هذا العمل من ١٧٥٧ إلى ١٧٦٣، ثم نشره في ١٧٥٩ - ١٧٦٣ بعنوان "تاريخ الروسيا عهد بطرس الأكبر". وكان مأثرة جليلة بالنسبة لزمانه، وظل خير تناول للموضوع قبل القرن التاسع عشر، ولكن ميشيله الأمين وجده باعثاً على السأم، وقد رأت القيصرة أجزاء منه، فأرسلت إلى فولتير "ماسات كبيرة" على الحساب، ولكنها سرقت في الطريق، وماتت القيصرة قبل أن يكتمل الكتاب.

وبينما كان حرب السبع سنين مستعرة من حوله، قام في فترات متقطعة بتجديد كتابه "التاريخ العام" أو "مقال في الأعراف" مضيفاً إليه (١٧٥٥ -