وما عدا ذلك من أساليب الحياة فهو خدع حقيرة، وهزليات رديئة يلعب فيها فرد دور السيد، وآخر دور العبد، فرد دور الطفيلي، وآخر دور القواد". (٨٢)
وفي عام ١٧٦٩ أو بعده بقليل (وكان في الخامسة والسبعين) في طبعة جديدة للقاموس الفلسفي، ساق فولتير وصفاً مراً لألوان الطغيان والفساد الحكومية في فرنسا (٨٣)، وامتدح إنجلترا بالقياس إليها:
"لقد بلغ الدستور الإنجليزي في الواقع. التفوق التي فيها يرد جميع الناس إلى الحقوق الطبيعية التي حرموا منها في جميع النظم الملكية تقريباً، وهي: الحرية الكاملة للأشخاص والأملاك؛ حرية النشر؛ حرية المحاكمة في جميع الجرائم على يد هيئة محلفين من أعضاء مستقلين؛ حق المحاكمة طبقاً لنص القانون فقط؛ وحق كل إنسان في أن يجهر دون مضايقة بأي دين يختاره ويرفض المناصب التي لا يجوز تقليدها إلا لأتباع الكنيسة الرسمية. هذه ..... امتيازات لا تقد بقيمة … أن تكون آمناً مطمئناً وأنت ماضٍ إلى فراشك إلى أنك ستستيقظ وأنت تملك نفس الثروة التي كانت لك حين ذهبت لتنام، وإنك لم تنتزع من أحضان زوجتك وأطفالك في جوف الليل ليزج بك في سجن مظلم أو لتدفن في منفى في الصحراء … وأن يكون لك القدرة على نشر جميع أفكارك … هذه الامتيازات يتمتع بها كل من تطأ قدمه أرض إنجلترا … ولا مفر من أن يعتقد أن الدول التي لا تقوم على هذه المبادئ ستجتاحها الثورات (٨٤).
وتنبأ بالثورة في فرنسا كما تنبأ بها الكثيرون. ففي ٢ إبريل ١٧٦٤ كتب إلى المركيز دشرفلان:
"إني لأرى في كل مكان بذور ثورة لا ماص منها، ثورة لن تتاح لي لذة مشاهدتها. فالفرنسيون يصلون متأخرين في كل شيء، ولكنهم يصلون في النهاية ما في ذلك شك. وقد اتسع انتشار التنوير اتساعاً سيعينه على التفجر في أول فرصة، وعندها ستحدث فرقعة عنيفة … إن الشباب محظوظون، لأنهم سيرون أشياء عظيمة".