وعقلي، شعرت به فوراً وعيناك، وعواطفك، وحديثك، وقلمك المذنب-كلها تزيد كل يوم أذاه (٥٨)". ومع ذلك يتعهد بألا يطلب مطلباً أشد إثماً من قبلة "كوني عفيفة وإلا احتقرت، وسأكون جديراً بالاحترام وإلا عدت كما كنت، ذلك هو الأمل الوحيد الباقي لي، والذي يفضل الأمل في الموت". ويوافق سان-برو على أن يجمع بين الهذيان والعفة، ولكنه يعتقد أن هذا يتطلب معونة خارقة من السماء.
"أيتها القرى السماوية، … انفخي فيّ روحاً تطيق السعادة العظمى! أيها الحب الإلهي! يا روح وجودي، آواه، أسندي لأنني أوشكت على السقوط تحت وطأة الوجد! … آواه كيف احتمل سيل السعادة المتدفق الذي يفيض به قلبي؟ كيف أطرد هواجس عاشقة خائفة؟ (٥٩). وهكذا طوال ٦٥٧ صفحة. فإذا بلغنا صفحة ٩١ قبلته. والكلمات تقصر عن وصف "حالي بعد ذلك بلحظة، حين شعرت-إذ ارتعشت يداي-برعدة رقيقة-وشفتاي المعطرتان-شفتا جولي حبيبتي-تضغطان شفتي، وأنا بين ذراعيها! وبأسرع من البرق انطلقت من كياني نار مباغتة (٦٠). فإذا وصلنا الرسالة التاسعة والعشرين وجدنا أنه أغواها، أو أنها أغوته. ويهيم هو في عوالم من النشوة، ولكنها تحسب كل شيء قد ضاع. "إن لحظة غفلة واحدة قد أسلمتني إلى تعاسة أبدية. لقد سقطت في وهدة العار التي لا مخرج منها" (٦١).
وتموت أم جولي كمداً حين تعلم بأن بكارتها فضت. ويقسم البارون أن يقتل سان-برو، فيخرج هذا في رحلة بحرية حول الأرض. وتتزوج جولي فولمار، وهو روسي كريم المولد. متقدم السن، تكفيراً عن ذنبها وطاعة لأبيها، ولكنها تظل تراسل سان-برو خفية، وتشعر نحوه بعاطفة أقوى من حبها الواجب عليها لزوجها. ويدهشها أن تجد فولمار إنساناً طيباً، وفياً حريصاً على راحتها، منصفاً كريماً