إلى ما يشبه الإلهام. وإني أحبه حباً جماً وأرجو أن يكون لي في وده نصيب … لقد تنبأ لي فلاسفة باريس إنني لت أستطيع اصطحابه إلى كاليه دون شجار، ولكني أحسبني قادراً على العيش معه طوال حياتي في صداقة وتقدير متبادلين. وأعتقد إن من أكبر أسباب انسجامنا أن كلينا لا يحب الجدل، وهذا ليس حالهم. ويسؤهم منه أيضاً ظنهم إنه مغال في الدين؛ ومن الغريب حقاً أن يكون فيلسوف هذا الجيل، الذي لقي أشد اضطهاد أكثرهم تديناً (١٠٧) … أن به شوقاً إلى الكتاب المقدس، وهو في الحق أفضل من المسيحيين قليلاً (١٠٨)".
على أنه كان هناك صعوبات. ففي لندن، كما في باريس، توافد النبلاء والنبيلات، والمؤلفين والنواب على بيت السيدة آدمز في شارع بكنجهام، حيث أسكن هيوم روسو. وسرعان ما ضاق بهذه المجاملات، ورجا هيوم أن يجد له بيتاً بعيداً عن لندن. وجاء عرض بالعناية به في دير ولزي، فأراد أن يقبله، ولكن هيوم أقنعه بأن يسكن مع بدال في تشيزيك على التيمز على ستة أميال من لندن .. فانتقل إلى هذا المنزل روسو وسلطان في ١٨ يناير وأرسل الآن في طلب تريز، وأزعج مضيفه وهيوم بإصراره على وجوب السماح لها بالجلوس إلى المائدة معه. وشكا هيوم في خطاب إلى مدام دبوفليه.
"إن مسيو دلوز .. يقول أن الناس يرونها شريرة محبة للشجار والثرثرة، ويظنون أنها أهم سبب في رحيله عن نوشاتيل (موتييه). وهو نفسه تعترف أنها من الغباء بحيث لا تعرف في أي سنة ميلادية نحن ولا في أي شهر من السنة، ولا في أي يوم من الشهر أو الأسبوع، وأنها لا تستطيع أن تتعلم أبداً القيم المختلفة للعملة في أي بلد. ومع ذلك فهي تحكمه حكماً مطلقاً كما تحكم المربية طفلاً. وقد اكتسب كلبه هذه السيادة في غيابها، فحبه لهذا المخلوق يفوق كل تعبير أو تصور (١٠٩).
ووصلت تريز خلال ذلك إلى باريس فاستقبلها بوزويل وتطوع باصطحابها إلى إنجلترا. وفي ١٢ فبراير كتب هيوم إلى مدام دبوفليه