للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول "جاءني خطاب فهمت منه أن الآنسة مسافرة على جناح السرعة في صحبة صديق لي، وهو شاب في غاية الطيبة، وفي غاية اللطف، وفي غاية الجنون .. وبه من الولع بالأدب ما يجعلني أتوجس من حدث مؤذ لشرف صديقنا (١١٠). وقد ادعى بوزويل أنه برر هذا الإحساس السابق. وقد جاء في صفحات في يوميته، تالفة الآن (١١١)، أنه شارك تريز فرشها في نزل ثاني ليلة بعد رحيلها عن باريس. ثم ليالي عديدة بعدها. ووصلا إلى دوفر باكراً في ١١ فبراير. وتقول اليومية: "الأربعاء ١٢ فبراير. ذهبت صباح أمس إلى الفراش مبكراً جداً، وفعلتها مرة، والجملة ثلاث عشرة. كنت في الحق محباً لها. وفي الثانية بعد الظهر قمنا في رحلتنا. في ذلك المساء صحب تريز إلى هيوم بلندن ووعدها بأنه "لن يذكر علاقتنا الغرامية حتى مماتها أو ممات الفيلسوف".

وفي المرة الثالثة عشرة أسلمها إلى روسو. ولقيها بقبلات كثيرة .. وقد بدا في حال من الشيخوخة والضعف حتى "إنك (بوزويل) لم يعد فيك حماسة له (١١٣) طبعاً".

وفي تشيزيك، كما في موتييه، تلقى رووس من البريد أكثر مما أراد، وشكا من نفقات البريد التي كان عليه أن يدفعها. وذات يوم، حين جاءه هيوم بـ"شحنة" من لندن، رفض تسلمها، وطلب إليه أن يردها إلى مكتب البريد. ونبهه هيوم أن موظفي البريد في هذه الحالة سيفتحون الخطابات المرفوضة ويطلعون على أسراره. وتطوع الاسكتلندي الصبور بأن يفتح ما يرد من رسائل روسو إلى لندن وألا يأتيه إلا بما يراه هاماً منها. ووافق جان-جاك، ولكنه سرعان ما توجس شراً من عبث هيوم ببريده.

وأتته دعوات للغداء، شاملة للآنسة ليفاسير عادة، من الأعيان في لندن فاعتذر روسو من قبولها بحجة مرضه ولكن السبب على الأرجح هو كرهه إظهار تريز أمام علية القوم. وكان يبدي رغبته في الانزواء في أعماق الريف. فلما سمع رتشارد ديفنيورت برغبته هذه من جاريك،