الصفاء وسحرها الفتان. وقد اشتروا هذه الصور ودفعوا أثمانها ثم حملوا هذه التذكارات إلى بلادهم، وسرعان ما طالبت إنجلترا بكاناليتو نفسه. فذهب إليها في ١٧٤٦ ورسم مناظر مستفيضة لهواً يتهول (٦١)، "ونهر التيمز من قصر رتشموند"، واللوحة الأخيرة بجمعها المدهش بين الاتساع والتناسب والتفصيل هي تحفة كاناليتو الرائعة الصفاء وسحرها الفتان. وقد اشتروا هذه الصور ودفعوا أثمانها ثم حملوا هذه التذكارات إلى بلادهم، وسرعان ما طالبت إنجلترا بكاناليتو نفسه. فذهب إليها في ١٧٤٦ ورسم مناظر مستفيضة لهوا يتهول (٦١)، "ونهر التيمز من قصر رتشموند"، واللوحة الأخيرة بجمعها المدهش بين الاتساع والتناسب والتفصيل هي تحفة كاناليتو الرائعة. ولم يعد إلى البندقية إلا في ١٧٥٥. وظل هناك عاكفاً بهمة على عمله حتى عام ١٧٦٦ حين كان قد بلغ التاسعة والستين. وقد كتب بفخر على لوحته داخل كاتدرائية القديس مرقص هذه العبارة "رسمت بدون منظار". (٦٢) وقد أسلم أسلوبه في القياس الدقيق إلى ابن أخيه برناردو بللوتو كاناليتو، وولعه بالمناظر إلى "تلميذه الطبيب" فرانشسكو جواردي الذي ستلتقي به ثانية.
وكما أبرز كاناليتو المنظر الخارجي للمدينة الفخمة، كشف بييترو لنجي عن الحياة داخل جدرانها باستخدامه أسلوب تصوير مناظر الحياة اليومية في رسم الطبقة الوسطى. فالسيد التي تتناول فطورها في ثوبها الفضفاض الطويل، والأب الراهب يعلم ابنها، وابنتها الصغيرة تدلل كلباً لعبة، والخياط يعرض فستاناً، ومعلم الرقص يدرب السيدة على خطوات المنويت، والأطفال وعينهم تحملق معرض للوحوش، الصبايا يمرحن في لعبة "الأستغماية"(الغميضة)، والتجارة في حوانتيهم، والمتنكرون بالأقنعة في الكرنفال، والمسارح، والمقاهي، "والجمعيات" الأدبية، والشعراء يتلون أشعارهم، ودجاجلة الطب، وقارئات البخت، وباعة السجق والبرقوق، والتمشي في اليدان، وفريق القنص، وجماعة صيد السمك، والأسرة في عطلتها: كل نشاط برجوازي يستحق الذكر هناك، وفي إفاضة، تفوق حتى ما في كوميديات جولدوني، صديقي لونجي. إنه ليس فناً عظيماً، ولكنه فن يشرح الصدر، ويرينا مجتمعاً أكثر نظاماً وتهذيباً مما كنا نتصوره من أرستقراطي أندية القمار أو أعمال شحن السفن وتفريغها الشتامين السبابين.