للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ١٧٣٠ قبل دعوة إلى فيينا وترك لارومانينا. وحاولت أن تلحق به. وخاف أن يعرضه وجودها للفضيحة، فحصل على أمر بمنعها من دخول الأراضي الإمبراطورية فطعنت صدرها محاولة الانتحار، وأخفق هذا الجهد الذي بذلته لتلعب دور ديدو؛ ولكنها لم تعش أكثر من أربع سنين أخرى.

وعند موتها خلفت لأينياسها الخائن كل ثروتها. ولكن متاستازيو رفض قبول التركة متأثراً بتأنيب ضميره ونزل عنها لزوجها. وكتب يقول "لم يعد لي أي أمل أن أوفق إلى السلوى. واعتقد أن ما بقي لي من عمري سيكون حزيناً لا لذة فيه" (٦٧). وكان يستمع بالنصر تلو النصر في حزن حتى تقطعت حرب الوراثة النمساوية عروض الأوبرا في فيينا. وبعد ١٧٥٠ كان يكرر نفسه دون هدف. لقد استهلك الحياة قبل موته (١٧٨٢) بثلاثين عام.

طردت أوبرا الدراما التراجيدية من المسرح الإيطالي كما تنبأ فولتير من قبل وتركه للكوميديا. ولكن الكوميديا الإيطالية كانت تسيطر عليه الكوميديا ديللارتي-وهي مسرحية الحديث المرتجل والأقنعة المميزة. وكانت معظم الشخوص قد تقويت منذ زمن طويل: بنتالوني البرجوازي الطيب ذو السراويل، وتارتاجليا الخادم النابوليتاتي المتهته، وبريجيللا الدساس الساذج الذي يقع في شرك دسائسة، وتروفالدينو الأكول الشهواني اللطيف، وأرلكينو-ويقابله هارلكوين (المهرج) عندنا، وبولتشنيللو-ويقابله عندنا بنش، وأضافت مختلف المدن والأجيال مزيداً من الشخوص. وترك معظم الحوار والكثير من الأحداث في الحبكة والاختراع المرتجل. ويقول كازانوفا "كان الممثل في تلك الكوميديا المرتجلة إذا توقف لأن كلمة غابت عنه، لم يعفه ردوداً مؤخرة الصالة والشرفات العليا الرخيصة من صباح السخرية والاستهجان (٦٨) ".

وكانت المسارح العاملة في البندقية عادة سبعة، كلها مسماة بأسماء قديسين، ويؤمها جمهور من النظارة شائن السلوك. فكان النبلاء في