للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المراسم وعرض الآنية النفيسة والرفاة المعجز في الكنائس، عامل رئيسي في حفظ النظام الاجتماعي بين الفقراء.

وكانت محاكم التفتيش خلال ذلك ساهرة على نقاء عقيدة الأمة ودمائها. وقد كبح يوحنا الخامس من سلطان هذه المؤسسة بحصوله على مرسوم من البابا بندكت الثالث عشر يسمح لسجنائها بأن يدافع عنه المحامون ويشترط مراجعة الملك لجميع أحكامها (٦). ومع ذلك كان لهذه المحكمة من النفوذ والسلطان ما مكنها من إحراق ستة وستين شخصاً في لشبونة على مدى أحد عشر عاماً (١٧٣٢ - ٤٢) من بينهم أنطونيو خوزيه دا سيلفا كبير كتاب العصر المسرحيين البرتغاليين، الذي اتهم بأنه يضمر اليهودية. وفي يوم إعدامه (١٩ أكتوبر ١٧٣٩) مثلت إحدى مسرحياته في ملهى لشبونة (٧).

وأحب يوحنا الخامس الموسيقى والأدب والفن. فاستقدموا الممثلين الفرنسيين والموسيقيين الإيطاليين إلى عاصمة ملكه. ثم أنشأ أكاديمية التاريخ الملكية. ومول القناة الكبرى التي تمد لشبونة بالماء. وأنفق خمسين مليوناً من الفرنكتات ليشيد دير مافرا (١٧١٧ - ٣٢)، الذي يفوق الأسكوريال سعة، والذي ما زال من أروع ما تحويه شبه الجزيرة الأيبيرية من صروح. ورغبة في تزيين داخل الدير استعار من أسبانيا أعظم مصوري القرن البرتغاليين.

وكان هذا المصور-فرانسسكوفييرا-البالغ آنذاك الرابعة والثمانين من عمره يمزج العشق والفن في شاعرية افتتنت بها البرتغال بأسرها. ولد بلشبونة في ١٦٩٩، ووقع في غرام أجنيز إيلينا دي ليما وهما بعد طفلان. وإذ كان مولعاً بالتصوير أيضاً، فقد ذهب إلى روما في التاسعة ودرس فيها سبع سنين، ولما بلغ الخامسة عشرة فاز بالجائزة الأولى في مسابقة قدمتها أكاديمية القديس لوقا. وحين عاد في ١٧١٥أختاره يوحنا الخامس ليرسم صورة "سر التناول" وروي أنه أتمها في ستة أيام. ثم أنطلق باحثاً عن أجنيز، فرده عنها أبوها النبيل وحبس الفتاة في دير للراهبات. فلجأ فرانسسكو إلى الملك، ولكنه أبى أن يتدخل في الأمر. فقصد روما وحصل على مرسوم