ابنة أخ للمرشال داون الذي كتب له الظفر بالخلود لأنه هزم فردريك مرة، وقد ظلت عروسه الجديدة وفية له طوال ما أحرزه من انتصارات وما مني به من هزائم.
وكان يوحنا الخامس عديم الثقة به لأن له "قلباً فضاً"(٨). ولأنه "سليل أسرة قاسية محبة للثأر"(٩) ولأن فيه القدرة على أن يتحدى ملكاً. ومع ذل استدعي بومبال إلى أرض الوطن عام ١٧٤٩، ورقي إلى منصب الوزارة بفضل تأييد اليسوعيين. وثبته يوسف الأول في وظيفته. وسرعان ما أتاح له ذكاؤه المقرون بالجد والاجتهاد أن يسيطر على الوزارة الجديدة. كتب قائم بالأعمال فرنسي يقول "يمكن اعتبار كافالو الوزير الأول، فهو سريع البت وافر النشاط لا يعتريه كلل. ولقد كسب ثقة مولاه الملك، ولم يظفر بها أحد أكثر منه في جميع شؤون السياسة"(١٠).
وظهر تفوقه واضحاً جلياً في الزلزال الكبير الذي زلزل لشبونة في أول نوفمبر ١٧٥٥. ذلك أنه في الساعة ٩. ٤٠ صباح عيد جميع القديسين بينما كان معظم السكان يصلون في الكنائس، زلزلت المدينة بهزات أربعة أحالت نصفها أنقاضاً، وقتلت أكثر من خمسة عشر ألف شخص، ودمرت اكثر الكنائس، وأبقت على معظم المواخير (١١) وعلى بيت بومبال. وهرع كثير من السكان فزعاً إلى شواطئ تاجه، ولكن موجة مد بلغ ارتفاعها خمس عشرة قدماً أغرقت مزيداً من الأنفس. وفي غمار الفوضى التي ضربت أطنابها بدأ السفلة من الغوغاء يسرقون ويقتلون وهم آمنون. أما الملك الذي لم يفلت هو نفسه من الموت إلا بشق الأنفس، فقد طلب إلى وزرائه أن يشيروا عليه بما ينبغي صنعه. ويقال أن بومبال أجاب "علينا أن ندفن الموتى ونقدم الغوث للأحياء". وأطلق يوسف يده، واستعمل بومبال سلطته بما تميز به من همة وسرعة. فعين الجند لحفظ النظام وأقام الخيام والمعسكرات لإيواء من باتوا بغير مأوى. وأمر بأن يشنق فوراً كل من وجد يسرق الموتى. ثم حدد أسعار المؤن بما لا يزيد على أسعارها