وأعدم تسعة منهم في ١٣ يناير في ميدان بيليم العام، وأول من تقر إعدامه كان مركيزة طابوره الأم. فانحنى الجلاد ليوثق قدميها وهي على المقصلة فدفعته قائلة "لا تمسني إلا لتقتلني"(١٨) وبعد أن أكرهت على رؤية العدة التي سيموت بها زوجها وابناها-وهي دولاب التعذيب، والمطرقة والحطب-ضرب عنقها. وحطم ولداها على الدولاب ثم شنقا، وظلت جثتاهما على المشنقة حين صعد إليها دوق أفيرو ومركيز طابوره الأب. وذاقا مرارة الضربات المحطمة ذاتها، وترك الدوق ليطول عذابه حتى تم إعدامه آخر المتهمين-وهو أنطونيو فريرا الذي أحرق حيا. ثم أحرقت جميع الجثث وذر رمادها في نهر تاجه. ومازال الجدل قائماً في البرتغال حول هؤلاء النبلاء، هل تعمدوا حقاً قتل الملك الأم لا؟ هذا مع التسليم بعدائهم لبومبال.
أكان اليسوعيون ضالعين في تلك المحاولة؟ لم يكن هناك في أن مالاجريدا في غضباته المضربة كان قد تنبأ بسقوط وبموت الملك وشيكاً، (١٩) ولم يكن هناك شك في أنه هو وآخرون من اليسوعيين كانوا قد اجتمعوا مرات بأعداء الوزير من الأشراف. وكان قد دل ضمناً على علمه بمؤامرة ما بكتابته إلى إحدى نبيلات البلاط يرجوها أن تنبه يوسف إلى الحذر من خطر وشيك. فلما سئل وهو في السجن كيف علم بهذا الخطر أجاب في "كرسي الاعتراف"(٢٠). وفي غير هذا (كما يقول مؤرخ من خصوم اليسوعيين)"ليس هناك دليل إيجابي يربط اليسوعيين بهذا الاعتداء"(١٢). ولكن بومبال اتهمهم بإثارة حلفائهم بوعظهم وتعاليمهم إثارة دفعتهم إلى محاولة الاغتيال. وأقنع الملك أن الموقف يتيح للملكية الفرصة لتعزيز قوتها إزاء الكنيسة. وعليه ففي ١٩ يناير أصدر يوسف مراسيم بضم جميع ممتلكات اليسوعيين في المملكة، وبإلزام جميع اليسوعيين بيوتهم أو مدارسهم حتى يفصل البابا في التهم الموجهة إليهم. واستعمل بومبال أثناء ذلك مطبعة الحكومة ليطبع-ويوزع عماله على نطاق واسع في الداخل والخارج-كراسات نبسط الحجج التي تدين الأشراف واليسوعيين، وكانت هذه فيما يبدو أول مرة استخدمت فيها حكومة من الحكومات المطبعة