من ممتلكاته وألا يتصل بهم بتاتاً سواء بالحديث أو المراسلة، وإلا كان جزاؤه الموت الذي لا رجوع فيه (٢٢).
واستثنى من المرسوم اليسوعيين الذين لم ينذروا أنفسهم النذر الوثيق للرهبنة، والذين يجب عليهم أن يلتمسوا إعفائهم من نذورهم الأولية. وصادرت الدولة ثروة اليسوعيين كلها، ومنع المنفيون من أن يأخذوا معهم غير ملابسهم الشخصية (٢٣). واقتدوا من جميع أرجاء البرتغال في مركبات أو سيراً على الأقدام إلى سفن أقلتهم إلى إيطاليا. وتم رحيلهم على هذا النحو من البرازيل وغيرها من الممتلكات البرتغالية. ووصلت أول شحنة من المنفيين إلى تشيفيتافكيا في ٢٤ أكتوبر، ورثى لحالهم حتى ممثل بومبال هناك. كان بعضهم ضعيفاً لكبره، وبعضهم يكاد يتضور جوعاً، وبعضهم مات في الطريق. ورتب قائد الجماعة، لورنتسو ريكي، استقبال الأحياء منهم في بيوت يسوعية في إيطاليا، وشارك الأخوة الدومنيكان في استضافتهم. وفي ١٧ يونيو ١٧٦٠ أوقفت الحكومة البرتغالية العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان.
وبدا نصر بومبال نصراً مؤزراً، ولكنه كان عليماً بأنه نصر لا تحبه الأمة، وأفضى بع الشعور بعدم الأمان إلى توسيع سلطته إلى الدكتاتورية الكاملة، فبدأ حكماً من الاستبدادية والإرهاب حتى عام ١٧٧٧. وكان جواسيسه يبلغونه بكل ما يكشفونه من ألوان المقاومة لسياساته أو أساليبه، وسرعان ما اكتظت سجون لشبونة بالمسجونين السياسيين. وقبض على الكثيرين من الأشراف والكهنة لاتهامهم بمؤامرات جديدة على الملك، أو باشتراكهم في المؤامرة القديمة. وأصبحت قلعة جنكيرا، المتوسطة الموقع بين لشبونة وبيليم، سجناً خاصاً للأشراف زج فيه كثير منهم حتى قضوا نحبهم. وفي سجون أخرى أودع اليسوعيون المجلوبون من المستعمرات والمتهمون بمقاومة الحكومة-وظل بعضهم نزيلها تسعة عشر عاماً.
أما مالاجريدا فقد ظل يذوي في سجنه اثنين وثلاثين شهراً قبل أن