الدبلوماسية من قبل. وقد عرف الدبلوماسية السياسة بأنها فن "إعادة تنظيم قوة مختلفة السلطات، ومواردها، ومصالحها، وحقوقها، ومخاوفها وآمالها، حتى إذا سمحت المناسبة استطعنا أن نهدئ من هذه القوى، أو نفرق بينها، أو نهزمها أو نتحالف معها، ذلك رهن بكيفية خدمتها لمصالحنا وزيادتها لأمتنا"(٣٥).
وكنا الملك في حالة نفسية مواتية لإصلاحات الكنيسة لتوجسه من أن الأكليروس شجعوا الثورة على سكللاتشي سراً (٣٦). وكان قد أذن للمطبعة الحكومية في أن تطبع عام ١٧٦٥ مقالاً غفلاً من أسم الكاتب عنوانه Tratado de la Regalia de L'amortizaction. تشكك في حق الكنيسة في جمع الثورة العقارية، وزعم أن الكنيسة ينبغي أن تكون خاضعة للدولة في جميع الأمور الزمنية. وكان المؤلف هو كونديه بدرو رودريجر دي كومبومانيس، وكان عضواً في مجلس قشتالة. وكان شارل قد أصدر عام ١٧٦١ أمراً يشترط موافقة الملك على نشر الأوامر أو الرسائل البابوية في أسبانيا، وفي تاريخ لاحق ألغى هذا الأمر. ولكنه عاد فجدده في ١٧٦٨. وأيد الآن أراندا وكومبومانتيس في سلسلة من الإصلاحات الدينية شكلت من جديد وجه أسبانيا الفكري طوال جيل مثير.
ب - الإصلاح الديني الأسباني
لم يكن في نية المصلحين الأسبان أن يقضوا على الكاثوليكية في أسبانيا- ربما باستثناء أراندا. وكانت الحروب الطويلة التي خاضتها البلاد لطرد العرب (كالكفاح الطويل لتحرير أيرلندا) قد جعلت الكاثوليكية جزءاً من الوطنية وكتفتها إلى درجة إحالتها إلى إيمان قدسته تضحيات الأمة تقديساً لا يتيح التحدي الناجح أو التغيير الجذري. وكان أمل المصلحين أن يخضعوا الكنيسة لإشراف الدولة، وأن يحرروا عقل أسبانيا من رهبة محكمة التفتيش. وقد بدءوا بمهاجمة اليسوعيين.
كانت جماعة اليسوعيين قد ولدت بأسبانيا في عقل أغناطيوس لويولا