وتجاربه، وكان نفر من أعظم قادتها من أسبانيا. وكما حدث في البرتغال، وفرنسا، وإيطاليا، والنمسا اضطلعت الجماعة بالتعليم الثانوي، وزودت الملوك والملكات بآباء الاعتراف، وشاركت في تشكيل السياسات الملكية. وقد أثار سلطانها المتسع غيرة الأكليروس الكاثوليكي غير الرهباني، وأحياناً عداءه. وكان بعض هؤلاء يؤمنون بأن سلطة المجامع المسكونة تعلو على سلطة الباباوات، أما اليسوعيين فقد دافعوا عن سمو سلطة الباباوات على سلطة المجامع والملوك. وشكا رجال الأعمال الأسبان من أن اليسوعيين المشتغلين بتجارة المستعمرات يبيعون بأسعار أقل من التجار المحترفين بفضل ما يتمتعون به من إعفاءات كنسية من الضرائب، وقرروا أن هذا يقلل من الإيرادات الملكية. وآمن شارل بأن اليسوعيين ما زالوا يشجعون مقاومة هنود باراجواي لأوامر الحكومة الأسبانية (٣٧)؛ وروعه أن يطالعه أراندا وكامبومانيس وغيرهما على خطابات ادعوا أنهم وجدوها بين رسائل اليسوعيين، وقد صرح أحد هذه الخطابات الذين زعموا أن كاتبه هو الأب ريكي قائد الطائفة اليسوعية؛ بأن شارل ابن غير شرعي ويجب أن يحل محله أخوه لويز. وقد رفض الكاثوليك وغير المؤمنين على السواء صحة هذه الخطابات (٣٩)، ولكن شارل ظنها صحيحة وانتهى إلى أن اليسوعيين يأتمرون لخلعه، وربما لقتله (٤٠). ولحظ أن محاولة- زعموا أن اليسوعيين كانوا ضالعين فيها- بذلت لاغتيال يوسف الأول ملك البرتغال (١٧٥٨)، فصحت نيته على أن يحذو حذو يوسف ويطرد الطائفة من مملكته.
وحذره كامبومانيس من أن خطوة كهذه لن يتاح لها النجاح إلا بالاستعدادات المستورة تتبعها ضربة فجائية مدبرة، وإلا استطاع اليسوعيين الذين كانوا يحظون بتبجيل الشعب أن يثيروا ضجة مؤذية في الأمة وممتلكاتها جميعاً. وعملاً باقتراح أراندا أرسلت رسائل مختومة ممهورة بتوقيع الملك في مطلع عام ١٧٦٧ إلى الموظفين في جميع أرجاء الإمبراطورية مشفوعة بالأمر بعدم فضها إلا في ٣١ مارس في أسبانيا، وفي ٢ إبريل في المستعمرات،