دالامبير على الطريقة التي نفي بها اليسوعيون، ولم يكن بصديق لهم. ففي ٤ مايو ١٧٦٧ كتب إلى فولتير يقول:
"ما رأيك في مرسوم شارل الثالث الذي طرد اليسوعيين على هذا النحو المفاجئ؟ ألا ترى، رغم اقتناعي بأن لديه مبررات كافية ووجيهة، بأنه كان ينبغي أن يصفح عنها لا أن يحبسها في "قلبه الملكي"؟ ألا ترى أنه كان ينبغي له أن يسمح لليسوعيين بتبرير أنفسهم، لا سيما لأن الجميع واثقون أنهم ما كانوا يستطيعون هذا؟ وألا ترى أيضاً أن من الظلم البين لهم أن يتركوا جميعاً ليموتوا جوعاً بينما الواجب على أخ علماني واحد، ربما يقطع الكرنب الآن في المطبخ، أن يقول كلمة بطريقة أو بأخرى في الدفاع عنهم؟ … ألا يبدو لك أنه كان مستطيعاً أن يتصرف بتعقل أكثر في تنفيذ أمر هو رغم كل شيء أمر معقول (٤٤) "؟
أكان طردهم إجراء محبباً لدى الشعب؟ بعد عام من استكمال هذا الطرد وفي عيد القديس شارل، طلع الملك على شعبه من شرفة قصره، فلما سألهم جرياً على عادة مألوفة عندهم أي منحة يرغبون في أن يهبهم صاحوا "بصوت واحد" أن يسمح لليسوعيين بالعودة، وأن يلبسوا رداء الأكليروس غير الرهباني- فأبى شارل، ونفى رئيس أساقفة طليطلة متهماً إياه بأنه المحرض على الالتماس الذي أشتبه في أنه يهدف إلى التوفيق (٤٥). ولما طلب البابا في ١٧٦٩ إلى أساقفة أسبانيا رأيهم في طرد اليسوعيين، وافق عليه اثنان وأربعون، وعارضه ستة، ولم يبد ثمانية رأياً في الأمر (٤٦). وأغلب الظن أن الكهنة من غير الرهبان كانوا مغتبطين بإعفائه من منافسة اليسوعيين لهم. ووافق الأخوة الأوغسطينيون في أسبانيا على الطرد، ثم أيدوا بعد ذلك مطالبة شارل الثالث بفض جماعة اليسوعيين بجملتها (٤٧).
أما ديوان التفتيش فلم يكن في الإمكان اتخاذ إجراء معجل كهذا معه، فقد كان أعمق من جمعية اليسوعيين تغلغلاً في رهبة وتقاليد الشعب الذي عزا إلى الديوان في صيانة الأخلاق والاحتفاظ بنقاء إيمانهم- بل حتى