للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المخمل المطرز فوق تمثال للمسيح، بعضها مؤثر بتقواه البسيطة تأثيراً حمل مدريد على أن تعرض عليه مهام مجزية لتزيين القصر الملكي. ولكنه فضل البقاء في وطنه مرسيه الذي شيعه عند وفاته عام ١٧٨١ في مشهد جليل.

أما التصوير الأسباني في القرن الثامن عشر فكان يرزخ تحت كابوس أجنبي مزدوج لم يفق منه حتى حطم جويا كل القيود بفنه الجارف الذي لم يسبق له نظير. جاءت أول موجة فرنسية بمجيء ران ورينيه وميشيل-آنج هواس، ولوي-ميشيل فانلو. وقد أصبح هذا مصور البلاط لفليب الخامس، ورسم لوحة هائلة للأسرة المالكة كلها، بالبواريك والجونلات المطوقة، وغيرها (٨٨). ثم أقبل قطيع من الإيطاليين الذين يفيضون حيوية فانفينللي، واميجوني، وكورادو.

ووصل جامباتستا تيبولو وأبناؤه إلى مدريد في يونيو ١٧٦٢. وعلى سقف غرفة العرش في القصر الملكي الجديد رسموا صورة جصية شاسعة "تمجيد أسبانيا"، احتفالاً بتمجيد الملكية الأسبانية وقتها وفضائلها وتقواها وأقاليمها: فيها الأجسام الأسطورية الرمزية متوازنة في الهواء، والنيريدات والتريتونات والزفيرات، والجن المجنح، والأطفال السمان، والفضائل والرذائل ملحقة في الفضاء المنور، وأسبانيا ذاتها متربعة على العرش وسط ممتلكاتها، ممجدة بكل صفات الحكومة الصالحة. وعلى سقف غرفة الحرس رسم تيبولو "اينياس تقوده فينوس إلى معبد الخلود"، وعلى يقف الحجرة الملحقة بمخدع الملكة رسم ثانية "انتصار الملكية الأسبانية". وفي ١٧٦٦ كلف شارل تيبولو بأن يرسم سبع لوحات لمذبح كنيسة القديس بسكال بأرانحيز، واستخدم المصور في إحداها وجه حسناء أسبانية ليمثل حمل العذراء غير المدنس، ولا تزال الصورة تتألق. في البرادو. وأدان كاهن الملك، الأب خوالين دي إلكنا ما في فن تيبولو من وثنية وفجاجات لأنها دخيلة على روح أسبانيا. وتاب تيبولو، ورسم صورة قوية سماها إنزال المسيح عن الصليب" (٨٩)، وهي تأمل في الموت تنيره الملائكة