الواعدة بالقيامة وأرهقت هذه الجهود الجبار الهرم، فمات في مدريد عام ١٧٧٠ وقد بلغ الرابعة والسبعين. وبعد قليل أزيلت لوحات مذبح ارانجنيز وكلف أنطوان روفائيل منجز برسم لوحات بدلها.
وكان منجز قد وفد على مدريد في ١٧٦١ وهو في الثالثة والثلاثين، فتى قوي واثق من نفسه آمر ناه. ولم يكن شارل يشعر قط بارتياح لمرأى غيوم تيبولو المنورة-فآنس الآن في هذا الألماني المقحام الرجل المطلوب لتنظيم العمل الفني اللازم للقصر. وفي ١٧٦٤ عين منجز مديراً لأكاديمية سان فرناندو، وسيطر على التصوير الأسباني في فترات إقامته بأسبانيا. وقد أساء ترجمة الطراز الكلاسيكي إلى سكون لا دم فيه ولا حياة، وأغضب بذلك تيبولو الشيخ وجويا الشاب. ولكنه كافح كفاحاً نافعاً لينهي إسراف الزخرفة الباروكية وشطحات خيال الروكوك. ومن أقواله أن الفن يجب أن يسعى أولاً إلى "أسلوب طبيعي" بمحاكاته الأمينة للطبيعة، وعندها فقط يستهدف الأسلوب السامي "الذي انتهجه الإغريق. فكيف السبيل إلى هذا التسامي؟ بإقصاء الناقص وغير المتصل بالموضوع، بالربط بين الكمالات الجزئية التي توجد هنا وهناك في أشكال مثالية يتصورها خيال مدرب مع تجنب كل ضروب الإسراف.
وافتتح منجز إنتاجه برسم أرباب أولمب على سقف مخدع الملك، وزين مخدع الملكة بصورة مماثلة. وربما أدرك منجز أن صاحبي الجلالة، لم يتبعاه تماماً حتى جبل أولمب، لذلك رسم رافده مذبح للمصلى الملكي، "ميلاد المسيح" و "إنزال المسيح من الصليب". وكان يضني نفسه في العمل، ولا يأكل إلا قليلاً، بات عصبي المزاج، وانهارت صحته، وخيل إليه أنه واجد البرء في روما. ومنحه شارل إجازة مدها منجز إلى أربعة أعوام. وفي فترة إقامته الثانية بأسبانيا مزيداً من الرسوم الجصية إلى القصور الملكية في مدريد وأرانجيز. ولكن صحته تداعت مرة أخرى، فالتمس من الملك الأذن له بالتقاعد في روما. ومنحه الملك الطيب طلبته، وأجرى عليه معاشاً متصلاً من ثلاث آلاف كراون في العام.