للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتفنيط عشوائي للأبجدية، باعتبار هذا اللقب تشريفاً يفيد في أبهر الراهبات وتحدى حكومات أوربا. ولد لممثل وممثلة في البندقية عام ١٧٢٥، وظهرت عليه منذ طفولته أمارات النشاط الذهني. تتلمذ لاحتراف القانون، وزعم أنه نال الدكتوراه في جامعة بادوا وهو في السادسة عشرة. وعلينا في كل خطوة من "مذكراته" الشائقة أن نكون على حذر من شطط خياله، ولكنه يقص قصته بصراحة يدين بها نفسه إدانة تحملنا على تصديقه حتى ونحن نعلم أنه يكذب.

وبينما كان في بادو حقق أول غزواته-وهي بتينا، "فتاة حلوة في الثالثة عشرة" وأخت لمعلمه الكاهن الطيب جوتسي. فلما مرضت بالجدري عني بها كازانوفا وأصيب بالمرض. ويزعم في روايته أن أعمال الرحمة التي كان يقوم بها كانت تعدل غزواته الغرامية. وحين ذهب في شيخوخته إلى بادو لآخر مرة، "ألفيتها عجوزاً، مريضة، فقيرة، وقد ماتت بين ذراعي". (٣٧) وكل عشيقاته تقريباً يصورهن مغرمات به إلى النهاية.

على أنه عانى من فقر مذل رغم درجته القانونية. مات أبوه، وكانت أمه تمثل في مدن بعضها وصل في بعده حتى سانت بطرسبورج، وتنساه عادة. وكسب بعض المال من عزف الكمان في الحانات والشوارع. ولكنه وهب القوة كما وهب الوسامة والشجاعة. فلما أصيب السناتور البندقي زوان براجادينو (١٧٤٦) بالنقطة وهو يهبط السلم، احتمله ياكوبو بين ذراعيه وأنقذه من سقطة فجائية. وبعدها بسط عليه السناتور حمايته في مآزق كثيرة وزوده بالمال لزيارة فرنسا والنمسا. وفي ليون انضم إلى الماسون الأحرار، وفي باريس "أصبحت رفيقاً، ثم رئيساً للطائفة". (ونحن نلحظ في شيء من الدهشة قوله "في زمني لم يكن في فرنسا من يعرف كيف يبالغ في الأسعار") (٣٨).

وفي ١٧٥٣ عاد إلى البندقية، وسرعان ما لفت نظر الحكومة باحترافه السحر والتنجيم. وبعد عام أبلغ محقق رسمي مجلس الشيوخ عنه فقال: