لقد أفلح في التسلل إلى قلب الشريف زوان براجادينو .... وابتز ماله ابتزازاً باهظاً ..... وقد أخبرني بنديتو بيزانو أن كازانوفا بسبيله إلى أن يصبح فيلسوفاً قبلانياً وأنه يحاول التكسب بالحجج الزائفة يموه بها في مهارة على عقول ضحاياه ..... وقد أمكنه ..... إقناع براجادينو بأن في استطاعته استحضار ملاك النور لينفعه. (٣٩)
ويضيف التقرير أن كازانوفا قد بعث إلى أصحابه بكتابات تشي بحقيقته مفكراً ملحداً. ويقول كازانوفا "لقد وقر في نفسي سيدة تدعى مدام ممنو أنني أعلم ولدها مبادئ الإلحاد (٤٠) ".
"أن التهم التي وجهت إليّ تتعلق بالكرسي (البابوي) المقدس، والكرسي المقدس وحش ضارٍ من الخطر أن تمسه. وكانت هناك ظروف معينة … جعلت من الصعب عليهم حبسي في السجون الكنسية التابعة لمحكمة التفتيش، ولهذا السبب تقرر في النهاية أن تناط محكمة التفتيش الدولة "بمحاكمتي (٤١)".
ونصحه براجادينو بالرحيل عن البندقية، ولكن كازانوفا أبى. وفي الغداة قبض عليه، وصودرت أوراقه، وحبس دون محاكمة في البيومبي "ألواح الرصاص" هو اسم سجن الدولة البندقي نسبة إلى ألواح الرصاص المسقوف بها.
"حين جن الليل استحال على أن أغمض عيني لأسباب ثلاثة: أولها الفئران، وثانيها الطنين الرهيب الذي تحدثه ساعة كاتدرائية القديس مرقس التي كانت تدق وكأنها في حجرتي، وثالثها ألوف البراغيث التي أغارت على بدني تعضني وتلدغني وتسمم دمي بحيث أصابتني انقباضات عنيفة بلغت حد التشنجات" (٤٢).
وحكم عليه بالسجن خمس سنين، ولكنه هرب بعد أن ظل رهين محبسه خمسة عشر شهراً (١٧٥٧) بفضل سلسلة معقدة من الحيل