لدراسة العبرية. وبعد أن تخرج اكتسب قوته بتعليم التلاميذ الخصوصيين وقرأ مرتين كل قاموس بيل "القاموس التاريخي والنقدي". ولعل هذه القراءة خلفت بعض الأثر على إيمانه الديني. وفي عام واحد قرأ الألياذة والأوديسة ثلاث مرات من أولهما لآخرهما باليونانية.
وفي ١٧٤٣ قبل دعوة ليكون مديراً معاوناً لمدرسة بزيهاوزن في ألتمارك، بمرتب قدره ٢٥٠ طالراً في العام. وكان في النهار يعلم "أطفالاً جرب الرؤوس أبجديتهم. بينما كنت … أتحرق شوقاً لمعرفة "الجنين"، وأردد تشبيهات من هومر"(٥٠). وكان في المساء يدرس لتلاميذه الخصوصيين ليحصل على نفقات مسكنه وطعامه، ثم يعكف على الروائع الكلاسيكية حتى منصف الليل وينام حتى الرابعة، ثم يعود إلى روائعه الكلاسيكية ثانية، ثم يخرج متعباً ليدرس. وقبل بابتهاج دعوة وجهها إليه الكونت فون بون بوناو ليكون مساعداً لأمين مكتبة في قصره الريفي بنوتهنتز، قرب درسدن، لقاء السكن وخمسين إلى ثمانين طالراً في العام (١٧٤٨). هناك ألفى المتعة البالغة في مجموعة من أضخم مجموعات الكتب في ذلك العصر.
وممن كانوا يختلفون إلى هذه المكتبة الكردينال أركنتو، القاصد البابوي في بلاط ناخب سكسونيا. وقد راعه علم فنكلمان وحماسته، ونحوله وشحوبه. فقال له "ينبغي أن تذهب إلى إيطاليا". وأجاب يوهان أن هذه الرحلة غاية مشها قلبه، ولكن موارده تعجز عن نفقتها. ودعاه القاصد لزيارته بدرسدن، فذهب إليه مرات. وقد أبهجه تفقه اليسوعيين الذين التقى بهم في بيت القاصد وأدبهم. وعرض عليه الكردينال باسونيي-وكان يقتني ٣٠٠. ٠٠٠ مجلد في روما-وظيفة أمين مكتبته هناك، لقاء السكن والمعيشة وسبعين دوقاتية، ولكن الوظيفة لا يمكن أن يشغلها غير كاثوليكي. ووافق فنكلمان على الدخول في الكاثوليكية. وإذا كان قد أعرب من قبل عن إيمانه بأنك "بعد الموت ليس هناك ما يخيفك، ولا ما تؤمل فيه"(٥١) فإنه لم يجد صعوبات لاهوتية في هذا التحول، وكل صعوباته كانت اجتماعية. وقد كتب إلى صديق لأمه يقول "إن حب