للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحذاء السحري تدفقت مغنيات الأوبرا من أمثال كاترينا جابر بيللي والمغنين الخصيان أمثال جسبارو باكييروتي عبر الألب إلى فيينا وميونخ وليبرج ودرسن وبرلين وسانت بطرسبورج وهمبورج وبروكسل ولندن وباريس ومدريد. وكان باكييروتي آخر الخصيان المشهورين في عالم الغناء، وقد نافس فن فارنيللي جيلاً بأكمله. واسترق أسماع لندن أربعة أعوام، ومازال إطراء الإنجليز له يتردد في "يومية" (٨١) فاني بيرني، وفي كتاب أبيها "تاريخ الموسيقى العام (٨٢).

وتبع المؤلفون الموسيقيون وقادة الأوركسترا الإيطاليون المغنين. فألف بييتر جوليبمي مائتي أوبر، وتنقل بين نابلي ودرسدن وبرنزويك ولندن ليقودها. وقد انحدر إلينا ذكر موسيقى آخر من نابلي هو نيكولا بيتشيني، ولكنه ذكر شوهته منافسة لم يرغب فيها مع جلوك في باريس، ولكن جالياني وصفه بأنه "رجل شريف جداً (٨٣) ". وقد ظلت أوبراته الهازلة عقداً كاملاً للبدعة السائدة في نابلي وروما، لا بل إت أوبرا برجوليري "الخادمة التي انقلبت ربة البيت" لم تحظ بمثل الشعبية التي حظيت بها أوبرا بيتشيتي (١٧٦٠). وكان جوميللي، وبرجوليزي، وليو، وجولبي قد لحنوا "أولبميادي" التي ألفها متاستازيو، فنهج بتشيني نهجهم وبزهم كلهم بإجماع الرأي. وفي ١٧٧٦ قبل دعوة إلى باريس، أما الحرب الضارية التي تلت ذهابه إلى هناك فلابد أن تنتظر دورها الجغرافي، ولكن بتشيني سلك من أولها لآخرها مسلكاً غاية في المجاملة، مبقياً على صداقته مع منافسيه جلوك وساكيني رغم أن المتشيعين لهما هددوا حياته. (٨٣) فلما أغرقت أحداث الثورة الفرنسية هذه الأوبرا الهازلة عاد بتشيني إلى نابلي. وهناك حددت إقامته في منزله أربع سنوات لتعاطفه مع فرنسا، وكانت أوبراته تقاطع بصيحات السخرية حتى توقف تمثيلها، وعاش في فقر يشين وطنه. وبعد أن فتح نابليون إيطاليا دعي إلى باريس مرة أخرى ١٧٩٨، ومنحه القنصل الأول وظيفة شرفية متواضعة، ولكن أصابته بالشلل حطمته جسداً وروحاً، ومات في باريس عام ١٨٠٠.