المراسم ونزل في الفنادق بدلاً من قصور الريف. وحين زار المجر في ١٧٦٤ و١٧٦٨ لاحظ فقر الأقنان المدقع وصعق حين رأى في أحد الحقول جثث أطفال ماتوا جوعاً. وفي ١٧٧١ - ٧٢ رأى مثل هـ١افي بوهيميا ومورافيا وكان حيثما ذهب يسمع أنباء أو يشهد الأدلة على خشية الإقطاعيين وجوع الأقنان. وكتب يقول "إن الموقف الداخلي لا يصدق ولا يوصف، أنه يفطر القلوب (٣٦) ". فلما عاد إلى فيينا سخط على التحسينات التافهة التي ينويها مستشارو الإمبراطورة فقال "إن الإصلاحات الصغيرة لن تجدي قتيلاً، إذ لابد من تغيير في الكل". واقترح البدء بالاستيلاء على بعض الأرضي الكنسية في بوهيميا ليبني فوقها مدارس وملاجئ ومستشفيات. وبعد نقاش طويل اقنع المجلس بأن يصدر (١٧٧٤) قانوناً ميسراً يقلل وينظم حجم تشغيل اٌنان (الذي كان البوهيميون يسمونه روبوتا) الواجب عليهم للسيد الإقطاعي وقاوم إقطاعيو بوهيميا والمجر، وهب الأقنان البوهيميون في ثورة غير منظمة، فأخضعتهم قوات الجيش. ولامت ماريا تريزا ابنها على هذه الضجة الكبرى فكتبت لعاملها في باريس مرسي دارجنتو:
"إن الإمبراطور الذي يسرف في شعبيته قد أفرط في الحديث خلال لرحلاته المختلفة … حول الحرية الدينية وتحرير الفلاحين. وقد أحدث هذا كله الاضطراب في جميع ولايتنا الألمانية … فليس الفلاح البوهيمي وحده هو الذي يخشى منه، بل المورافي والستيري والنمساوي أيضاً، لا بل أنهم في قسمنا يجرءون على التمادي في أشد الوقاحات (٣٧) ".
وزاد توتر العلاقات بين الابن والأم (١٧٧٢) حين انظم يوزف إلى فردريك وكاترين الثانية في التقسيم الأول لبولندا. فاحتجت على اغتصاب أمة صديقة وكاثوليكية. وبكت حين أقنعها يوزف وكاونتز بعد إلحاح بإضافة توقيعها إلى الاتفاق الذي أعطى شطراً من بولندا للنمسا. وقد علق فردريك بخبث "أنها تبكي، ولكنها تأخذ (٣٨) ". على أنها كانت مخلصة في أسفها كما نرى من خطابها لولدها فرديناند "كم من مرة جاهدت لأتجنب اشتراكي في عمل يلوث ملكي