للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كله؟ ليت الله يمنحني الإعفاء من تبعته في عالم آخر. إنه يثقل قلبي ويعذب ذهني، ويشيع المرارة في أيامي (٣٩).

وقد تأملت خلق ولدها في خوف ومحبة. "إنه يحب الاحترام والطاعة،، ويرى المعارضة شيئاً كريهاً لا يكاد يحتمل … وكثيراً ما يكون غير مراع لشعور الآخرين … وحيويته الكبيرة المتزايدة تفضي إلى رغبة عاتية في أن ينال ما يريد بكل دقائقه … أن لولدي قلباً طيباً. ومرة أنبته بمرارة:

"حين أموت أخادع نفسي بأنني سأظل حية في قلبك، بحيث لا تخسر الأسرة والدولة بموتي … أن تقليدك (لفردريك) ليس بالأمر السار. فهذا البطل … هذا الفاتح-أله صديق واحد؟ … أية حياة هذه التي تنعدم فيها الإنسانية. أياً كانت مواهبك فليس أن تكون جربت كل شيء. حذار من الوقوع في خطيئة الحقد؟ إن قلبك ليس شريراً إلى الآن، ولكنه سيكون كذلك. لقد حان الوقت للكف عن التلذذ بكل هذه الملاحظات الظريفة، هذه الأحاديث الذكية البارعة التي لا هدف لها إلا السخرية من الغير … إنك عابث تتظاهر وأنت في الواقع لست إلا مقلداً عديم التفكير حين تحسب نفسك مفكراً مستقلاً (٤٠) ".

وكشف يوزف عن جانبه من الموقف في خطاب إلى ليوبولد:

"لقد بلغت شكوكنا وعدم ثقتنا هنا قمة لا تستطيع تخيلها. فالواجبات تتراكم كل يوم ولا شيء يعمل. وأنا أكدح كل يوم حتى الخامسة أو السادسة لا يتخلل ذلك غير ربع ساعة أتناول فيها الطعام وحيداً، ومع ذلك لا شيء يحدث. فإن أسباباً تافهة، ودسائس طالما كنت ضحيتها تسد الطريق، وكل شيء أثناء ذلك يذهب إلى الشيطان. أنني أهديك منصبي بوصفي الابن البكر (٤١) ".

وقد احتقر الرجال الذين شاخوا في خدمة أمة. ولم يؤيده غير كاونتز، ولكن في حذر يغيظه.