للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرستقراطية القديمة (يناير ١٧٨٧) مجلساً واحداً للإدارة العامة يرأسه مفوض يعينه الإمبراطور، ثم أحل هيئة قضائية موحدة علمانية محل المحاكم القائمة إذ ذاك، من إقطاعية وإقليمية وكنسية. وأعلن أن جميع الأشخاص أياً كانت طبقتهم سواسية أما القانون.

وأنظم الأشراف وكثير من البرجوازيين إلى الأكليروس في مقاومة هذه القوانين. ولم يلطف من أعدائهم تلك الجهود العقيمة التي بذلها يوزف بإعادة فتح الشلت أما تجارة المحيط، فقد رفضت هولندا الإذن بها، وشاركتها الرفض فرنسا رغم توسلات ماري أنطوانيت. وف يناير ١٧٨٧ أخطر مجلس برابانت يوزف بأن لا سبيل إلى إحداث تغييرات في دستور الإقليم القائم إلا بموافقة المجلس، ومعنى ذلك في الواقع أنهم أخبروه أن حكمه للأراضي الواطئة النمساوية يجب أن يكون ملكية دستورية لا مطلقة. وتجاهل هو الإعلان، وأمر بتنفيذ مراسيمه. ورفض المجلس الموافقة على الضرائب ما لم تلقَ اعتراضاتهم الاهتمام. ثم تفجر الهياج في عنف اتسع نطاقه بحيث اضطرت ماريا كرستينا إلى الوعد بإلغاء الإصلاحات البغيضة (٣١ مايو ١٧٨٧).

أين كان الإمبراطور خلال هذا الجو الهائج المائج؟

كان يغزل كاترين الثانية دبلوماسياً، مؤمناً بأن التحالف مع روسيا سيعزل بروسيا ويشد أزر النمسا في حربها مع الترك. وكان يوزف حتى قبل موت أمه قد زار القيصرة في موجيليف (٧ يونيو ١٧٨٠) ومن هناك مضى إلى موسكو وسانت بطرسبوج. وفي مايو ١٧٨١ وقعت النمسا وروسيا تحالفاً تعهد فيه الطرفان بأن يخف الواحد لنجدة الآخر إذا هوجم.

فلما خيل إليه أن هذا الاتفاق سيشل حركة الملك السبعيني فردريك، عاد من جديد (١٧٨٤) يعرض الأراضي الواطئة النمساوية على الأمير الناخب شارل تيودور بديلاً عن بافاريا. وكان العرض مغرياً للأمير، ولكن فردريك استنفر كل طاقاته ليفسد هذه الخطة. فحرك ثورة على