أو الهاربسيكورد. كذلك سيعزف كونشرتو للفيولينة، ويصاحب سمفونيات على الكلافير ولوحة المفاتيح مغطاة بالقماش في يسر بالغ كأنه يبصر المفاتيح. وسيسمى جميع النغمات التي تعزف عن بعد، سواء مفردة أو متوافقة، على الكلافير أو على أية آلة أخرى-جرساً كانت أو كأساً أو ساعة. وأخيراً سيرتجل على الهابسيكورد والأرغن طوال ما يراد له أن يعزف، وفي أي مقام (٤)".
وربما أضرت هذه المطالب المرهقة التي فرضت على مواهب الصبي بعض الضرر بصحته أو أعصابه، ولكن يبدو أنه استمتع بتصفيق الجمهور استمتاع أبيه بدنانيره.
وقد عزفوا في كوبلنتز، وخاب أملهم في بون وكولونيا، ولكنهم أحيوا حفلة في آخن. وفي بروكسل توقعوا أن يشرف الحاكم العام الأمير شارل اللوريني الحفل بحضوره، ولكنه كان مشغولاً. كتب ليوبولد غاضباً:
"لقد انقضى علينا الآن قرابة ثلاثة أسابيع في بروكسل .. دون أن يحدث شيء … وما من شغل لسموه غير الصيد والتهام الطعام والشراب، وقد تبين لنا في النهاية أنه مفلس … صحيح أننا لتقينا العديد من الهدايا هنا، ولكنا لا نريد أن نحولها إلى نقود … وسيكون في استطاعتنا بعد قليل أن نفتح متجراً بكل هذه الهدايا من علب النشوق والحقائب الجلدية وما إليها منة توافه رخيصة (٥) ".
وأخيراً وافق الأمير على الحضور فأحييت الحفلة، وجمعت الدنانير، وركبت الفرقة ميممة باريس.
وفي ١٥ نوفمبر ١٧٦٣ بلغوا باريس بعد معاناة ثلاثة أيام من السفر على طريق وعرة تملوها الحفر. وكانوا يحملون خطابات تقديم إلى كثير من الأعيان، ولكن تبين أن أثمنها خطاب إلى ملشيور جريم، الذي رتب أن يستقبل آل موتسارت مدام ديمبادور، والأسرة المالكة، وأخيراً لويس الخامس عشر والملكة ماري لسزنسكا. وفتحت الآن أفخم البيوت للزائرين،