للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فولفجانج، كما لو كان العازفان العبقريان عازفاً واحداً هنا أيضاً. وبعدها طلت مؤلفات موتسارت سنوات عديدة متأثرة بيوهان كرستيان باخ. وفي ٥ يونيو أحيا الطفلان حفلة أبهجت قلب ليوبولد بمائة جنيه إنجليزي خالصة. ولكن الأب أصيب بالتهاب شديد في الحلق، واعتكفت الأسرة للاستجمام أسابيع عدة، ألف فيها فولفجانج سمفونيتين (ك١٦ و١٩)، وكان الآن يناهز الثامنة.

وفي ٢٤ يوليو ١٧٦٥ غادروا لندن إلى هولندا، ولكن في مدينة ليل مرض الوالد وولده، وأرجئت الجولة شهراً، وإن كان رئيس الأساقفة فون شراتنباخ قد طلب إلى ليوبولد أن يعود منذ زمن. ووصلوا إلى لاهاي في ١١ سبتمبر، ولكن في الغد مرضت ماريانا بدورها، ولم تلبث أن تدهورت حالها حتى أنها في ٢١ أكتوبر تناولت الأسرار المقدسة الأخيرة. وفي ٣٠ سبتمبر أحيا فولفجانج حفلة بدون مساعدة أخته. وما أن تماثلت للشفاء حتى دهمته الحمى، واضطرت الأسرة إلى تعطل كلفها غالياً حتى يناير١٧٦٦. وفي ٢٩ يناير و٢٦ فبراير أحيوا حفلات في أمستردام، وعزفت الآن لأول مرة سمفونية لموتسارت (ك٢٢) أمام الجمهور. وكان الصبي خلال هذه الشهور يؤلف في نشاط محموم. وفي مايو قفلوا إلى باريس حيث كانوا كثيراً من حقائبهم. وهيأ جريم لهم مسكناً مريحاً، وعادوا يعزفون في فرساي وفي حفلات عامة، ولم يقتلعوا أنفسهم من العاصمة الفاتنة إلا في ٩ يوليو.

وأطالوا المكث في ديجون ضيوفاً على أمير كونديه، وأنفقوا أربعة أسابيع في ليون، وثلاثة في جنيف، وأسبوعاً في لوزان؛ وآخر في برن، وأثنين في زيورخ، واثني عشر يوماً في دوناوشنجن ثم وقفات قصيرة في بيبراخ، وأولم، وأجزبورج، وفترة أطول في ميونخ، حيث مرض فولفجانج مرة أخرى. وأخيراً، في آخريات نوفمبر ١٧٦٦، وبعد غيبة ثلاث سنين ونصف، وصلت الأسرة إلى سالزبورج. وصفح عنهم رئيس الأساقفة الشيخ، واستطاعوا الآن أن ينعموا بأسباب الراحة المتاحة في