للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المأوى والرعاية وظل موتسارت أعمى تسعة أيام. وفي ١٠ يناير عادت الأسرة إلى فيينا. واحتفلت بهم الإمبراطورة ويوزف الثاني، ولكن البلاط كان في حداد على وفاة العروس، ولم يكن هناك محل لأحياء حفلات موسيقية.

وبعد غياب طويل لا نفع فيه عادت الأسرة إلى ساليزبورج (٥ يناير ١٧٦٩) وواصل موتسارت دراسته مع أبيه، ولكن في أواخر ذلك العام قدر ليوبولد أنه علم الصبي كل ما يستطيع أن يعلمه، وأن ما يحتاج إليه فولفجاج الآن هو الإلمام بحياة إيطاليا الموسيقية. ومن ثم حصل الأب وابنه على خطابات تقديم لكبار الموسيقيين الإيطاليين من يوهان هاسي وغيره، ثم انطلقا في رحلتهما في ١٣ ديسمبر ١٧٦٩ تاركين ماريانا وأمها ليحتفظا بموطئ قدم في سالزبورج. وفي الليلة التالية أحيا موتسارت حفلة في إنزبروك، وعزف بمجرد الإطلاع على النوتة كونشرتو غير مألوف وضع أمامه امتحاناً لمهارته، وهللت الصحافة المحلية لـ"معلوماته الموسيقية الخارقة (٨) ". وفي ميلان التقيا بسامارتيني وهاسي وبتشيني، وحصل الكونت فون فرميان لفولفجانج على تكليف بتأليف أوبرا، وهذا معناه مائة دوقاتية تدخل الأسرة. وفي بولونيا استمعنا إلى صوت فارينللي الذي لم يزل معجزاً، وكان قد عاد من انتصاراته في أسبانيا، ورتبا مع بادري مارتيني أن يعود فولفجانج ليدخل الاختبارات المؤهلة لدبلوم "الأكاديميات فيلارمونيكا" المرموق. وفي فلورنسة، في قصر الأرشيدوق ليوبولد، عزف موتسارت على الهاربسيكورد مصاحباً فيولينة نارديني. ثم هرع الأب وولده إلى روما ليلحقا موسيقى أسبوع الآلام.

ووصلا في ١١ إبريل ١٧٧٠، أثناء عاصفة رعدية برقية، فحق لليوبولد أن يكتب أنهما "استقبلا استقبال عظماء الرجال بإطلاق المدافع (٩) ". وكان وصولهما بالضبط في وقت سمح لهما بالذهاب إلى كنيسة السستين والاستماع إلى "ميزريري" (لحن المزمور الخمسين "أرحمني") الذي ألفه جريجوريو الليجري، والذي كان يرتل هناك كل عام. وكان من العسير