الأعز الأشهر. حقاً أنهم ثمرة درس طويل شاق، ولكن الأمل الذي عللني به أصدقاء كثيرون بأن تعبي فيهم سيعوضه بعض الجزاء … يملوني زهواً بهذه الفكرة، وهي أن أبنائي هؤلاء سوف يكونون يوماً ما مبعث عزاء لي.
"لقد أعربت لي أثناء مقامك بهذه العاصمة … عن استحسانك لهذه المؤلفات، ويشجعني تقديرك لها أن اهديها إليك ويغريني بالأمل بأنك لن تراها غير جديرة برضائك. فأرجو أن تتفضل بقبولها، وكن لها بمثابة الأب والمرشد والصديق. ومنذ هذه اللحظة أنزل لك عن جميع حقوقي عليها. على أنني التمس منك أن تعفو عن الأخطاء التي ربما غابت عن عين مؤلفها المتحيزة، وأن تواصل برغمها صداقتك الكريمة لرجل يقدر هذه الصداقة أسمى تقدير (٤٤) ".
وكان لموتسارت ولع خاص بخماسياته. وكان يرى أن خماسيته بمقام E المنخفض للبيانو والأوبرا والكلارنيت والهورن والباصون (ك ٤٥٢)"خير ما ألفت قاطبة (٤٥) ". ولكن هذا كان قبل أن يكتب أوبراته الكبرى. وكانت قطعة Einekleine Nachtmusik " موسيقى ليلية صغيرة" في الأصل (١٧٨٧) مؤلفة كخماسية، ولكن سرعان ما تلقتها الأوكسترات الصغيرة، وهي الآن تصنف بين سرنادات موتسارت. وكان يقدر السرينادة بمقام E المنخفض (ن ٣٧٥) لأنها مكتوبة "بشيء من العناية"، وهي القطعة التي عزفت له هو نفسه ذات أمسية في ١٧٨١، ولكن الموسيقيين يؤثرون عليلها في المرتبة السرنادة بمقام C الصغير (ن ٣٨٨) -التي تعدل في قتامتها ألحان بتهوفن وتشايكوفسكي الحزينة (الباتتيك).
ووجه موتسارت الأوركسترا بعد أن اكتشفه إلى عشرات التجارب: افتتاحية، وموسيقات حالمة، ومتتاليات، وكاساسيونات Cassations ( وهي تنوعات للمتتالية) وموسيقات راقصة، وأخرى خفيفة (ترفيهية Divertimenti) ، وقصد بالأخيرة عادة إن تخدم هدفاً عابراً لا أن يتردد