ألانه مولد ولد أخر لكونستانتسي. وفي ١٧٨٥ دخل لونتسودا بونتي حياة موتسارت.
وقد عاش لورنتسو هذا حياة فيها من المغامرة ما يقرب من مغامرة صديقه كازانوفا. كان قد ولد في ١٧٤٩ ابناً لدباغ جلود في حي يهود تشينيدا. فلما بلغ الرابعة عشرة أخذ أبو إيمانويلي كونليانو وإخوان له الأطفال إلى لورنتسودا بونتي، أسقف تشينيدا، ليعمدهم اتباعاً للكنيسة الكاثوليكية. واتخذ إيمانويلي أسم الأسقف، وأصبح كاهناً، واتصل في البندقية بامرأة متزوجة، فنفي، وانتقل إلى درسدن، ثم إلى فيينا، وفي ١٧٨٣ استخدمه المسرح القومي شاعراً وكاتباً لنصوص الأوبرات.
واقترح عله موتسارت إمكان تأليف نص لأوبرا يؤخذ من كوميديا "زواج فيجارو" الحديثة التي ألفها بومارشيه. وكانت الكوميديا قد ترجمت إلى الألمانية لتمثيلها في فينا، ولكن يوزف الثاني حظر عرضها بحجة احتوائها على نزاعات ثورية تسيء إلى بلاطه. فهل في الإمكان إقناع الإمبراطور، الذي لم يكن هو نفسه مفتقراً إلى النزعة الثورية، بأن يسمح بأوبرا تستخلص من التمثيلية بحكمة وحصافة؟ وكان بونتي معجباً بموسيقى موتسارت، وسيبدي فيه الرأي التالي في تاريخ لاحق، وهو أنه رجل "لم يستطع حتى الآن، برغم ما أوتي من مواهب تفوق مواهب أي مؤلف موسيقي في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، أن يستغل عبقريته السماوية في فيينا بسبب دسائس خصومه"(٨١). ثم حذف من التمثيلية الحواشي المتطرفة التي كتبها بومارشيه، وحول ما بقي إلى نص إيطالي يضارع خير نصوص متاستازيو.
كانت قصة "زوتج فيجارو" هي المتاهة القديمة التي تتشابك فيها الاستخفاءات والمفاجآت والاكتشافات واستغفال الخدم الذكي لسادتهم: وكل هذا مألوف في الكوميديا منذ عهد ميناندر وبلوتس. وسرعان ما أحب موتسارت الموضوع، وألف الموسيقى بسرعة تكاد تبلغ سرعة تشكل النص، فتم الاثنان